عادت البنوك المركزية الأوروبية إلى شراء الذهب بقوة أول مرة منذ أكثر من عقدين في ظل الاضطراب الحالي في أسواق العملات والقروض الذي دفع المستثمرين للجوء إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن. ودفع الإقبال الشديد على شراء الذهب إلى ارتفاع أسعاره بنسبة 25% هذا العام ليصل سعر الأوقية إلى 1920 دولارا هذا الشهر. وسجلت مشتريات كبيرة من البنوك المركزية في المكسيك وروسيا وكوريا الجنوبية وتايلند بهدف خفض انكشافها على الدولار، وتوقع خبراء ومختصون إن تصل كمية الذهب التي اشترتها البنوك المركزية هذا العام إلى أعلى مستوى منذ فك ربط الولاياتالمتحدة لعملتها بالذهب عام 1971. وقال رئيس قسم مبيعات المعادن النفيسة في باركليز كابيتال بلندن جوناثان سبول: إننا نعود إلى عهد كان ينظر فيه إلى الذهب على انه نقود، مضيفا إن هذا التوجه الحالي يعد خروجا عما اعتاد عليه الناس في تسعينيات القرن الماضي. وبحسب مؤشرات اقتصاديه فان عودة الذهب باستقراراه فوق مستوى 1800 دولار إشارة قوية على اتجاه الذهب إلى الصعود في الأسابيع المقبلة على الرغم من حالة الارتياح التي شملت الأسواق الأوروبية والأميركية باتفاق اكبر خمسة بنوك مركزية على دعم الدولار وضخ سيولة لإشباع عطش المستثمرين. وأشار تقرير اقتصادي متخصص إلى أنه على المدى الطويل مازال الذهب يمثل الملاذ الآمن للمستثمرين، مبينا ان اي إخفاق في تنفيذ مسكنات دعم الاقتصاد العالمي سواء في المنطقة الأوروبية بفكرة السندات المشتركة أو اتحاد البنوك المركزية أو بخطة أوباما للقضاء على البطالة سيمثل انتكاسة كبرى للمستثمرين. وقال التقرير الصادر عن مجموعه الزمردة «لا نستبعد وصول الأونصة فوق مستوى 2000 دولار وهذا مستوى قريب من قيمة الذهب الحالية التي حققها بداية الشهر عند 1920 دولارا ليكون الذهب على ارتفاع بنسبة 34% عن أسعار بداية العام الحالي وكان شهر أغسطس بطل هذه النسبة، حيث حقق أعلى نسبة ارتفاع للذهب منذ نوفمبر2009». وأوضح ان هبوط الأسعار ساعد المستثمرين على جني أرباح وسرعة إقفال المراكز الشاغرة وساعد التجار والصاغة على زيادة المبيعات وتنشيط الأسواق، مشيرا إلى ان قوة الطلب على المعدن الأصفر تعد سببا في عودة الأسعار للارتفاع والحد من استمرار تصحيح الأسعار. وقد صاحب الفضة معدن الذهب في الهبوط بتأثير نفس العوامل وفقد المعدن الأبيض بريقه أمام المستثمرين ليهبط 5% ليصل السعر إلى 39.4 دولارا. وتوقع التقرير استمرار تصحيح الفضة حتى 38.6 دولارا وقد يمتد التصحيح إلى 37.9 دولارا على المستوى القصير، وأضاف ان توقعات ارتفاع الفضة مازالت على المدى الطويل تتجاوز 50 دولارا قبل نهاية العام على الأرجح.