أكد علماء أزهريون أن احتفال المملكة باليوم الوطني يعد مناسبة عزيزة لاستلهام معنى الوحدة الحقيقة والتضامن وصدق إيمان القائد واخلاصه لربه وحبه لوطنه، مشيرين إلى أن اليوم الوطني للمملكة يمثل تاريخا حافلا بالعطاء إذ يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده.. تحت راية واحدة وهي راية التوحيد ومنذ ذلك اليوم وأرض الحرمين الشريفين تنعم بالأمن والأمان والتقدم والازدهار. وقال الدكتور علي جمعة مفتي مصر إن احتفال المملكة باليوم الوطني يعد مناسبة عزيزة لاستلهام المعنى الحقيقي للوحدة وامتداداً لملحمة البناء الوطني المستمرة منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، وهي مسيرة تأسست على المنهج الإسلامي الأصيل الذى يحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته. اما الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الاسلامية ونائب رئيس جامعة الازهر السابق فقد أكد أن اليوم الوطني للمملكة يعد مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال الحاضرة قصة أمانة القائد المخلص وتستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز "رحمه الله" الذي استطاع أن يغيّر مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه وقيمه الاسلامية. وأضاف أن احتفال المملكة باليوم الوطني يعد مناسبة وطنية عزيزة تتكرر كل عام لكي يتابع المسلمون في كل ارجاء الارض من خلالها الانطلاقة الحضارية العملاقة التي تشهدها المملكة في كافة المجالات. واضاف أن الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني للمملكة هو في الواقع استصحاب للانجاز التاريخي الذي حققه الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- متمثلاً في بناء وطن موحد ومتماسك، ودولة عصرية تتمتع بكل مقومات الحضارة ومبادئ حقوق الانسان. وأشار إلى أن مبادئ الدولة العصرية التي ارساها المغفور له الملك عبدالعزيز وسار على نهجها أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله جميعاً، ويسير عليها اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز حتى اصبحت المملكة في صدارة الدول الأكثر تأثيراً في الشؤون الإقليمية والدولية والأسرع نمواً وتنمية، مؤكداً على أن المملكة تحرص انطلاقاً من مبادئها الاسلامية، على تقديم يد العون والمساعدات لأشقائها في العالمين العربي والاسلامي في وقت المحن والازمات لافتا الى ان مصر لا تنسى ابدا وقوف المملكة الى جانبها في اللحظات الحرجة. د. جعفر عبدالسلام واشاد الدكتور جعفر بالدور السعودي الداعم والمساند للشعب المصري في احلك الظروف والازمات والمواقف المشرفة التي وقفتها المملكة بجانب مصر في حرب 1973، مؤكداً على أن الشعب المصري لن ينسى للمملكة مواقفها البطولية على مر التاريخ وكذلك دورها في تعزيز التعاون والتضامن بين اقطار العالمين العربي والاسلامي. أما الدكتور مجاهد توفيق الجندي استاذ التاريخ والحضارة بجامعة الازهر وعضو اتحاد المؤرخين العرب فقد أكد أن اليوم الوطني للمملكة يجسد انتصار المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز في ملحمة التوحيد والتأسيس الطويلة للدولة السعودية العصرية وهو أيضاً مناسبة لتكريس وترسيخ القيم الأصيلة التي أرساها بطل التوحيد والتأسيس في مناهج الحكم القائم على شرع الله الحنيف وقواعده، ومن علاقات المجتمع وأخلاقياته. ويتابع الدكتور الجندي قائلا: ها هي المملكة في ذكرى تأسيسها (اليوم الوطني) قوة دولية رائدة بإسهاماتها ومبادراتها ودورها الإيجابي البناء، يضج مشهدها الداخلي والخارجي بالمتغيرات الإيجابية: نهضة حضارية عملاقة لم يسبق لها مثيل، وإصلاحات جذرية في أنظمة الدولة ونظمها وأجهزتها، ودور رائد في المجتمع الدولي والانساني من خلال مبادرات الحوار مع الآخر، والتي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والجهود الموفقة التي يحرص خادم الحرمين الشريفين من خلالها على ترسيخ قيم السلام والتسامح والتعايش بين الأمم والحضارات، والسعي للمحافظة على القيم الإنسانية النبيلة كمشترك إنساني يمكن البناء عليه من أجل علاقات دولية تقوم على الاحترام بين الأمم والشعوب. ويختتم الدكتور الجندي حديثه قائلا: انه يجب على الاجيال ان تأخذ القدوة والمثل شجاعة واخلاص المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز في توحيد هذه البلاد لأنها تعد تجربة متميزة للمجتمع الدولي وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم وهي فرصة ثمينة تغرس في نفوس الاجيال معاني الوفاء والحب والوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعروا بالفخر.