تراجعت الأسهم الأوروبية امس مع تنامي المخاوف بشأن أزمة ديون المنطقة إثر هزيمة انتخابية لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وإلغاء رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو زيارة إلى الولاياتالمتحدة ليرأس اجتماعا لمجلس الوزراء. وفي الساعة 0710 بتوقيت جرينتش تراجع مؤشر يوروفرست لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.5 بالمئة إلى 923.66 نقطة بعد أن تقدم في الجلسات الأربع السابقة. كان المؤشر ارتفع 0.6 بالمئة يوم الجمعة عندما سجل أعلى مستوى إغلاق في أكثر من أسبوع. وانحسر الإقبال على الأصول عالية المخاطر مع فشل وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في تحقيق انفراجة في معالجة أزمة ديون منطقة اليورو خلال مناقشات جرت مطلع الأسبوع في حين قال تقرير إعلامي يوناني إن المقرضين الدوليين لليونان قدموا قائمة من 15 اجراء تقشفيا ينبغي التعجيل بها كي تحصل أثينا على الدفعة التالية من أموال الإنقاذ. وقال كوين دو لويس المحلل لدى كيه.بي.سي للأوراق المالية في بروكسل "لم يعد الأمر علاقة بين الأسواق والاقتصاديات بل علاقة بين الأسواق والسياسة. كان على الساسة أن يتوقعوا الأزمة وأن يبذلوا المزيد لكن المشكلة أنهم يفتقرون إلى روح المبادرة. "كل ما نفعله هو الانتقال من أزمة لأخرى. إنه لكابوس بالنسبة للأسواق." وكانت أسهم البنوك التي لها انكشاف كبير على دول أطراف منطقة اليورو من أكثر الأسهم تضررا حيث تراجع مؤشر القطاع 2.9 بالمئة وانخفض سهم سوسيتيه جنرال 6.8 بالمئة. وفي أنحاء أوروبا فتح مؤشر فايننشال تايمز في بورصة لندن منخفضا 1.5 بالمئة في حين فقد مؤشر كاك في بورصة باريس 2.7 بالمئة. وتراجع مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت 2.3 بالمئة. من جهة اخرى هبط خام القياس الاوروبي مزيج برنت دون 112 دولارا للبرميل امس بعدما تعثرت محاولة اوروبية ثانية لحل مشكلة الدين مما عمق مخاوف المستثمرين من احتمال تباطؤ نمو الطلب على السلع الاولية. وتراجعت أسعار النفط في التعاملات الآجلة لليوم الثاني كما نزلت أسعار الاسهم والمعادن واليورو بينما ارتفع الدولار والذهب. وتبحث الاسواق عن أصول أكثر امنا قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الامريكي الذي قد يلمح لمزيد من الاجراءات لدعم أكبر اقتصاد في العالم. وفقد مزيج برنت خام القياس الاوروبي 74 سنتا إلى 111.48 دولارا للبرميل في الساعة 0800 بتوقيت جرينتش ونزل في وقت سابق إلى 111.21 دولارا وهو أقل مستوى خلال اليوم منذ يوم الاربعاء. وهبط الخام الامريكي الخفيف 1.34 دولار للبرميل إلى 86.62 دولارا. وقال جوناثان بارات العضو المنتدب في كومودتي بروكينج سيرفسيز في سيدني "انظر لما يحدث في اوروبا. بدأ الناس يدركون ان حل القضية سيستغرق وقتا أطول مما هو متوقع. "كلما طال امد حالة عدم اليقين استمر ضعف توقعات الطلب على النفط." وتابع بارات ان الضغط على النفط ربما يستمر الاسبوع الجاري فيما تعطي بيانات المساكن الامريكية التي ستصدر بعض المؤشرات عن حالة الاقتصاد والصورة الكلية للطلب على النفط. كما يترقب المتعاملون نتيجة اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي غدا الاربعاء ومجموعة العشرين يومي الخميس والجمعة لتعطي مؤشرا عن الخطوات التي تتخذها حكومات ومسؤولون لاستعادة ثقة السوق.