على الرغم من عدم ظهوره كنجم مميز في بداياته الكروية إلا أن بزوغ نجم لاعب وسط الاتحاد وقائده محمد نور في السنوات العشر الأخيرة مكنه من أن يكون أحد أهم لاعبي الوسط المتواجدين حالياً في الملاعب السعودية. ولم يجد محمد نور فرصته للمشاركة مع الفريق كمحور دفاعي وهو المركز الذي نشأ عليه، قبل أن تكون مشاركته مع منتخب المملكة الأول في كأس القارات على يد المدرب التشيكي ميلان ماتشالا، لينطلق بعدها لقيادة فريقه إلى منصات التتويج، والمشاركة مع المنتخب السعودي كنعصر أساسي. ويصنف الاتحاديون قائد فريقهم كأسطورة لن تتكرر على مستوى "عميد الأندية"، فهو من قاد الفريق لاحراز بطولات عدة، أهمها دوري أبطال آسيا عاميْ 2004 و 2005، والمشاركة في كأس العالم للأندية في العام 2000 وتحقيق لقب البطولة العربية في العام 2005، فضلاً عن العديد من البطولات المحلية حتى بات الاتحاد واحداً من أهم المنافسين على الألقاب المحلية، إذ لعب نور دوراً مهماً بعد أن تحول إلى صانع لعب تحت قيادة المدرب البرازيلي كاندينيو. وبالرغم من غياب فريقه عن الألقاب المحلية في الموسم الماضي، إلا أن ذلك لم يثنِ النخبة الرياضية التي شاركت في استفتاء (الرياض) السنوي الكبير من اختياره كأفضل لاعب وسط في الموسم الماضي برصيد 45 صوتاً. ودائما ما يلعب نور أدواراً مهمة داخل وخارج الملعب، ففضلاً عن الشخصية القيادية التي يمتلكها نور داخل الميدان، وقدرته على التحكم بمستوى الروح القتالية، فهو يجيد بشكل مميز دور صانع الألعاب ودور الجناح الأيمن، وكثيراً ما ساهم بجلب الانتصارات المهمة لفريقه. ويرى الكثيرون أن المولود في حارة يُمن في مكةالمكرمة يوم ال26 من فبراير من العام 1978، كان قادراً على أن يصل إلى أعلى مما وصل إليه الآن، فهو يملك الإمكانات الفردية والجسمانية، غير أنه عانى كثيراً من تبعات تصرفاته وخروجه عن النص في الكثير من المنافسات، بيد أن العقوبات المتكررة التي طالته لم تثنه عن مواصلة العطاء محاولاً العودة في كل مرة أكثر نضجاً من ذي قبل. ويتذكر الرياضيون قرارات إيقاف نور من السلطة الرياضية والتي حرمته من تمثيل المنتخب غير مرة، على الرغم من عودته لمشاركة ناديه بعفو ملكي شمل جميع الرياضيين وعفو آخر من السلطة الرياضية. ويدين نور بالفضل كثيراً للمدرب البلجيكي ديمتري في منحه الفرصة منذ أن كان شاباً لم يكمل العقد الثاني، وهو المدرب الذي دائماً ما يجد الأجواء الملائمة لتحقيق الانجازات في ظل علاقته الوطيدة مع القائد الاتحادي، وعلى العكس من ذلك فإن ثمة مدربين غادروا بنك الاحتياط الاتحادي مُحملين بورقة الإقالة وبالغضب الجماهيري نتيجة علاقتهم المتوترة مع نور مثل البرتغالي مانويل جوزيه الذي حاول السيطرة على أمور الفريق (الأصفر) والتقليل من نفوذ قائده، وهو أحد الجوانب السلبية في مشوار نور بحسب الكثير من النقاد. ولم يحقق محمد نور الكثير مع المنتخب السعودي، ولكن ثمة مطالبات يقودها أنصار ومحبو فريقه لضمه باعتبار المستويات الكبيرة وتأثيره الكبير على فريقه، غير أن فريقاً من المتابعين يرى أن إعادته للمنتخب لن تجلب المزيد ل"الأخضر" مبررين ذلك بأن نور لاعب ناد أكثر مما هو لاعب منتخب، عدا عن استرجاع بعض المشكلات التي حدثت حين كان يشارك الفريق الوطني. وحقق محمد نور العديد من الألقاب الشخصية على المستوى المحلي والخارجي، مثل لقب أفضل لاعب عربي عام 2003، ودخل قبل أيام سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب في آسيا للعام 2011 كواحد من خمسة لاعبين عرب ينافسون تسعة آخرين على اللقب المهم، في الوقت الذي يقود فيه فريقه للتأهل إلى الدور ما قبل النهائي في دوري أبطال آسيا بنسخته الحالية، مقترباً من الوصول لرقم مهاجم السد القطري البرازيلي لينادرو سيلفا متصدر هدافي البطولة منذ انطلاقتها، إذ يملك لينادرو 18 هدفاً مقابل 16 هدفاً لمحمد نور.