يعود ممثل الكرة السعودية فريق الاتحاد إلى المعترك الآسيوي مجدداً عندما يستضيف في التاسعة من مساء اليوم فريق سيول الكوري الجنوبي، في ذهاب الدور الربع النهائي من دوري أبطال آسيا، في مواجهة ينتظرها الاتحاديون منذ ال24 من أيار (مايو) الماضي بعدما أقصوا الممثل السعودي الآخر الهلال في دور ال16 بثلاثة أهداف في مقابل هدف. ويصف المتابعون والنقاد بأن مواجهة الاتحاد وسيول تأتي الأقوى والأكثر تنافسية عن المباريات الثلاث الأخيرة من هذا الدور، كونها تجمع بين فريقين لهما اسمهما ولديهما من النجوم القادرة على إفراز جمالية كرة قدم وإثارة، بخاصة من الجانب الاتحادي الذي له مع البطولات الآسيوية في السنوات الأخيرة صولات وجولات، ومنذ العام 92 لعب الاتحاد على أرضه 37 مباراة فاز في 28 وخسر مباراتين. من هذا المنطلق يسعى (نمور آسيا) أن يستعيد لقب القارة في نسخته الجديدة الذي سبق وأن ناله في عامين متتاليين 2004 و 2005، وتعويض الإخفاق في نهائي 2009 أمام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي، فضلاًَ عن سعي الاتحاد للمشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية المقبلة للمرة الثانية، بعد أن حقق رابع العالم في مونديال 2005 في اليابان وخطف حينها ألباب المتابعين، وما يمنحه القوة الإضافية في الاستحقاق الحالي وجود ديمتري دافيدفيتش الذي قاد لأول لقب آسيوي وأشرف على الفريق قارياً في 9 مباريات فاز في 8 وتعادل في واحدة. ويخشى الاتحاديون على فريقهم في مباراة الليلة من ضعف الاستعداد لاستحقاقات الموسم، خصوصاً ما يتعلق بالاستحقاق الأهم المتمثل في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا، وهذا ما كشفه المدير الفني البلجيكي ديمتري دافيدفيتش في مؤتمره الصحافي الأخير قبيل انطلاق الجولة الأولى من دوري المحترفين السعودي، ما آثار قلق أنصاره قبل موقعة آسيا المنتظرة. وفندّ المدرب ديمتري أسباب ضعف الأسباب مرجعاً ذلك لغياب لاعبيه الدوليين للمشاركة مع المنتخب السعودي، وعدم خوض بعضهم لأية مباراة لستة أسابيع، وعلى رغم تلك المخاوف إلا أن الفريق الاتحادي أظهر قدرة تهديفية في مرمى التعاون عندما سجل خمسة أهداف، في حين وضعت جماهيره يدها على قلبها للأخطاء الدفاعية الفادحة المتسببة في ولوج ثلاثة أهداف في مرمى فريقها. ويظل لاعبو منطقة الوسط التي يتواجد فيها القائد محمد نور وسعود كريري ومناف أبوشقير والبرازيلي جيرالد ويندل والكويتي فهد العنزي أقوى خطوط الفريق، إذ يمتازون بالتنظيم والربط المحوري وصناعة اللعب مع إجادة الرقابة والتحصين، في حين يبقى المهاجم نايف هزازي وحيداً في المقدمة، وسيفتقد الفريق كثيراً المهاجم الجزائري عبدالملك زياية الموقوف ببطاقتين صفراوتين. ويعول أنصار الفريق على قائد الفريق محمد نور صاحب المجهود السخي في أرضية الميدان والعلامة الفارقة في الفريق كثيراًَ، سيما وأنه سيلعب اليوم مباراته الستون في بطولات آسيا، وهي البطولات الشاهدة على ما يمتلكه من قدرات فنية عالية مسجلاً 20 هدفاً منذ أن لعب أول بطولة قارية وأحرز فيها فريقه كأس الكؤوس الآسيوية عام 98 99، وكما كان لنور البصمة الأوضح في قيادة كتيبة (النمور) إلى تأهلها إلى هذا الدور من المسابقة، فمن المنتظر أن يقدم ما يتواءم مع إمكاناته العالية وترجمة تحركاته إلى فوز يقطع به الفريق نصف المشوار في بلوغ دور النصف النهائي. وتعتبر دفاعات الفريق الاتحادي من خلال المباراة الماضية في الدوري المحلي الحلقة الأضعف لغياب حمد المنتشري ومشعل السعيد لارتباطهم بالمنتخب السعودي، وأسامة المولد ورضا تكر والبرتغالي باولو جورج للإصابة، غير أن أسارير الجهاز الفني انفرجت أساريره بإمكان مشاركة رضا تكر وباولو جورج وكذلك أسامة المولد، وإن كان الأخير يفضل الجهاز الفني إراحته وعدم الاستعجال على عودته في موقعة جدة. وأما هجومياًَ فالاتحاد لديه لاعبين مميزين في الحاسة التهديفية وحلولاً هجومياً سواء من نايف هزازي أو لاعبي الوسط العنزي وويندل ونور وأبوشقير ولاعب الوسط النشط باولو جورج، فيما تأتي حراسة المرمى بوجود مبروك زايد مصدراً للاطمئنان كونه حارس خبرة ويقدم أداءً متوازناً في المرحلة الماضية، ويملك الفريق أوراق رابحة على مقاعد البدلاء كسلطان النمري وصالح الصقري وراشد الرهيب ومحمد الراشد. في المقابل قد يكون الفريق الكوري الجنوبي أفضل حالاً في الجانب الفني من مستضيفه إذ خاض 24 مباراة في منافسات الدوري الكوري، ما يؤشر إلى وصولهم إلى درجة عالية من الجاهزية الفنية واللياقية، وهذا مايفتقده منافسهم، وما يزيد الفريق الضيف حماسة ورغبة في الفوز السمعة الطيبة للفرق الكورية التي حصدت اللقبين الماضيين، وبلوغ ثلاث فرق كورية إلى هذا الدور ما يعطي حظوظ أكبر ليكون فريقاً كورياً حامل اللقب لثالث مرّة. وكان فريق سيول تعرض للخسارة أمام دايغو بهدفين لهدف، في مباراة الجمعة الماضي، في إطار منافسات الأسبوع ال24 من الدوري المحلي، متوقفاً رصيده عند 42 نقطة محتلاً المركز الثالث بفارق 11 نقطة عن تشنبوك هيونداي موتورز المتصدر للدوري، وعلى رغم خسارته الأخيرة إلا أن التجانس والانتشار السليم في منطقة المناورة والتمرير البيني من العمق والأطراف المصاحب للأداء السريع السمات الأبرز في الفريق الكوري. ويعتمد المدير الفني شوي يونغ سو على الطريقة نفسها التي ينتهجها نظيره، إذ يلعب بطريقة 451، ويشرك عناصر ثابتة تتمثل في حارس المرمى ديا كيم يونغ والمدافعين كيم دونغ وهوبارك يونغ وأديلسون، وللاعبي الوسط سون هاي دي ورو لي جيو وتاي شوي هيون وبانغ سينغ هوان والكولمبي موريسيو مولينا والمهاجم الصربي ديجان داميانوفيتش. يذكر أن اللقاء يديره تحكيمياً طاقم إيراني بقيادة علي رضا فغاتي، والمساعد الأول حسن قمر انيفار، والمساعد الثاني محمد رضا أبو الفضل، والحكم الرابع هداية مومباني.