وقف أعضاء لجنة تحكيم مسابقة «شاعر الملك»، مندهشين من غزارة المعاني ونصاعة الصور وصدق الكلمة التي حملتها قصائد عشرة من المتسابقين في الحلقة الثانية من المرحلة النهائية للمسابقة، عندما أبدع الحرف في ليلة من ليالي الوفاء، فحضرت «دجلة والفرات والنيل» و»سهيل والجدي والثريا» و»غيث العرب ونصرة الفقير»، لتكون من ضمن الصفات العظيمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز. لم تجد لجنة التحكيم في المسابقة، خيارا سوى مجارات الإبداع الشعري الذي قدمه شعراء الحلقة الثانية، فأظهروا درر المعاني وروعة الصور الشعرية في قصائد المتسابقين لمآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مستغرقين في التحليل وتفسير المعاني وتحليل الصور التي استطاع الشعراء نسجها من حرائر الكلمات. الشعراء المتسابقون على المسرح واستمتع حضور مسرح المسابقة الذين فاقوا 2000 شخص في قاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مدارس الرياض، بغوص أعضاء اللجنة في عمق القصائد الحماسية الوصفية، وصفقوا كثيرا مع كل بيت يصف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن رصع الشعراء قصائدهم بصفات الكرم والنبل والشجاعة والعدل والمعاني الفضيلة. الدور الحماسي للجمهور دفع عضو لجنة التحكيم الناقد الشعري راشد بن جعيثن، إلى اعتبار الجمهور هو لجنة التحكيم، موضحا أن تصفيقهم الحار مع بيت الشعر الرصين، يجعل الأمر سهلا على اللجنة. وأجزل الشعراء المشاركون العشرة الوصف في قصائدهم فمنهم من وصف خادم الحرمين الشريفين في عطائه مثل (دجلة والفرات والنيل) وآخر وصفه في عزته وشموخه مثل (الجدي وسهيل والثريا)، بعد أن بدا القصيدة بالرعد واختتمها بالمطر الذي هو سمة من سمات الخير. وقال عضو لجنة التحكيم البروفسور محمد المريسي الحارثي إن قصائد الشعراء لهذه الليلة «لها طعم ولون ورائحة» وأنها تليق بالمنجز الملكي، ومع ذلك لم تسلم قصائد المتسابقين من بعض النقد والملاحظات. ولم يمنع وقوف الشاعر عبدالله عبيان اليامي بين يدي لجنة التحكيم من مجادلة عضو لجنة التحكيم الدكتور سعود الصاعدي حول تفسير معاني بعض أبياته وخصوصا دمعة الشيخ ما بين شاربه ولحيته، ما جعل المنصوري يعطي الشاعر الحق في تأويل بيوته الشعرية وتفسيرها كصورة للمتلقي. واعتبروا لجنة التحكيم أن قصائد الحلقة الثانية ثرية بالسياسة وثقافة وأدب شعري رفيع وأيضا شيئا من الدين، فيما أطلق عضو لجنة التحكيم الدكتور جريدي المنصوري على إحدى القصائد «القصيدة المثقفة»، ومنح الشاعر عبدالعزيز الشهيل لقب «شيخ الشعراء» معتبرا قصيدته تصف الملك عبدالله على أنه نهر من الإحسان، خصوصا عندما تطرق للتوسعة الضخمة في الحرم المكي، وأنه بهذا العمل الجبار يصافح الحاج في داره. وأشاد المنصوري بالشعراء مؤكدا أنه كوكبة تنتج معاني شعرية جديدة، متوقعا يكون لهم أثر واضح في الساحة الشعرية السعودية. وأتت نتائج متسابقي الحلقة على النحو التالي: عبدالله عبيان اليامي 93.00، ضيف الله عماش العتيبي 92.33، عبدالعزيز إبراهيم الشهيل 90.66، عايض ناصر العتيبي 88.66، عبدالعزيز سلمان الفراج 87.66، عبدالله رمضان الرسلاني 87.50، عبدالله زويبن الحربي 86.33، عبدالله سماح المجلاد 85.66، عبدالله محمد آل منصور 85.00، وأخيرا الشاعرة خزنة عايد الشمري 82.00. وعقب الحلقة الثانية أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمسابقة ترتيب 19 شاعرا الذين شاركوا في الحلقتين الأولى والثانية، ليتضح للجمهور احتفاظ الشاعر زياد البقمي بالمركز الأول حتى الآن بفارق بسيط جدا عن عبدالله عبيان وهو 0.3 مئوية فقط، وحل ثالثاً ضيف الله العتيبي بفارق ضئيل عن متسابق الحلقة الأولى حمد العصيمي 0.33 في المئة. وتبوأ المركز الخامس الشاعر عبدالعزيز الشهيل، وهكذا مع بقية الشعراء حتى ذيل القائمة الذي تقبع فيه الشاعرة الوحيدة المشاركة حتى الآن خزنة الشمري ب82.00 من مئة. الجمهور لم يخرج من المسرح إلا بعد السحب على جوائز نقدية قدرها خمسون ألف ريال، وزعت على عشرة من الحضور عبر سحب إلكتروني يظهر على شاشة المسرح الرئيسية. وتعد اللجنة الجمهور كل أسبوع بجوائز نقدية تسلم فورا للفائزين منهم، حتى نهاية المسابقة ليبلغ حجم الجوائز 400 ألف ريال سعودي.