أشعل الشاعر الصحافي عبدالله عبيان اليامي منافسات مسابقة "شاعر الملك"، حيث لم يترك أداة من أدوات الحرب القديمة إلا ووضعها في قصيدته، مخضبها بالعبادة والخشوع ودموع التضرع عند السجود في الثلث الأخير من الليل. هذه القصيدة الحربية الدينية بحسب قول عضو لجنة التحكيم البروفسور محمد المريسي الحارثي دفعته للتساؤل عن الأجهزة الحربية الحديثة وغيابها عن القصيدة، مداعباً الشاعر الذي حصد أعلى نتيجة في الحلقة الثانية بنيله 93.00 من 100 درجة. وتمكن عبيان من "لخبطة" ترتيب المتسابقين ما بين الحلقتين الأولى والثانية، في حين احتفظ الشاعر زياد البقمي بالصدارة رغم إبداع عبيان على خشبة مسرح قاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مدارس الرياض بحضور أكثر من ألفين شخص يتقدمهم شخصيات اعتبارية في المجتمع. ولم يمنع الحضور الكبير عبيان من مجادلة عضو لجنة التحكيم الدكتور سعود الصاعدي حول تفسير معاني بعض أبياته، وخصوصا دمعة الشيخ ما بين شاربه ولحيته، ما جعل المنصوري يعطي الشاعر الحق في تأويل بيوته الشعرية وتفسيرها كصورة للمتلقي. وأجزل الشعراء المشاركون العشرة الوصف في قصائدهم، فمنهم من وصف خادم الحرمين الشريفين في عطائه مثل "دجلة والفرات والنيل"، وآخر وصفه في عزته وشموخه مثل "الجدي وسهيل والثريا"، بعد أن بدأ قصيدة بالرعد، واختتمها بالمطر الذي هو سمة من سمات الخير. واعتبرت لجنة التحكيم أن قصائد الحلقة الثانية ثرية بالسياسة والثقافة والأدب الشعري الرفيع، وأيضا بشيء من الدين، فيما أطلق عضو لجنة التحكيم الدكتور جريدي المنصوري على إحدى القصائد "القصيدة المثقفة". ومُنح الشاعر عبدالعزيز الشهيل لقب "شيخ الشعراء" معتبراً قصيدته تصف الملك عبدالله على أنه نهر من الإحسان، خصوصاً عندما تطرق للتوسعة الضخمة في الحرم المكي، وأنه بهذا العمل الجبار يصافح الحاج في داره. وأشاد المنصوري بالشعراء مؤكداً أنه كوكبة تنتج معاني شعرية جديدة، متوقعاً أن يكون لهم أثر واضح في الساحة الشعرية السعودية. وأتت نتائج المتسابقين على النحو الآتي: عبدالله عبيان اليامي 93.00، ضيف الله عماش العتيبي 92.33، عبدالعزيز إبراهيم الشهيل 90.66، عايض ناصر العتيبي 88.66، عبدالعزيز سلمان الفراج 87.66، عبدالله رمضان الرسلاني 87.50، عبدالله زويبن الحربي 86.33، عبدالله سماح المجلاد 85.66، عبدالله محمد آل منصور 85.00، وأخيراً الشاعرة خزنة عايد الشمري 82.00. وعقب الحلقة الثانية، أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمسابقة ترتيب ال19 شاعراً الذين شاركوا في الحلقتين الأولى والثانية، ليتضح للجمهور احتفاظ الشاعر زياد البقمي بالمركز الأول حتى الآن بفارق بسيط جداً عن عبدالله عبيان وهو 0.3 مئوية فقط، فيما حل ثالثاً ضيف الله العتيبي بفارق ضئيل عن متسابق الحلقة الأولى حمد العصيمي 0.33 في المئة. وتبوأ المركز الخامس الشاعر عبدالعزيز الشهيل، وهكذا مع بقية الشعراء حتى ذيل القائمة الذي تقبع فيه الشاعرة الوحيدة المشاركة حتى الآن خزنة الشمري ب82.00 من مئة. أما الفنان فايز المالكي ضيف شرف الحلقة، فأبدع في حضوره، وتحول إلى مغنٍ ذي صوت عذب مردداً كلمات الشاعر نايف معلا مدير المسابقة الذي صاغها قبل الحفل بوقت وجيز. ووجد من الفنان المالكي سرعة بديهة عالية في الحفظ وحسن الغناء، فيما تفاعل الجمهور مع المالكي ورفع الأعلام المضيئة للوطن إلى جانب الأوشحة والأعلام التقليدية. وشكر الفنان المالكي الشيخ مسعد بن سمار راعي المسابقة ومطلقها، معتبرها نموذجاً رفيعاً من المواطنة واللحمة، مؤكداً أن الشعب السعودي البالغ أكثر من 25 مليوناً أسرة واحدة كبيرة يطلع عليها أسرة آل سعود. وحاور مذيع قناة المرقاب الفضائية الفنان المالكي حول حياته ومواقفه الطريفة والجوانب الشعرية لديه، حيث أكّد أنه "قارض" للشعر من الدرجة الأولى، مبيناً أن الفن نوع من أنواع الشعر الإبداعي، ولم يترك المالكي "قفشاته" الفنية فداعب لجنة التحكيم وأيضاً الجمهور، وأضفى على المسرح أجواءً فنية شيقة. وكانت مشاركة أصغر شاعر يمني فتحيى الأضرعي حماسية جداً على مستوى قصائد المتسابقين من حيث الحماس وجودة الحضور على المسرح، مترنماً بمآثر الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يُعدّ قائداً للأمة الإسلامية والعربية، موضحاً لحمة الأشقاء وعملهم الدائم على مد يد العون والعطاء للجميع من دون استثناء. ومع انطلاق الحلقة، اهتزت خشبة المسرح تحت وقع أقدام فرقة أنور مهدي لفنون جازان، وهم يؤدون رقصتهم الشعبية الشهيرة "العزاوي"، في ظل تفاعل كبير من جمهور الحضور. واستطاع شبان جازان صغار السن أن يجيدوا التناغم مع وقع طبولهم لترتسم علامات الإعجاب على محيا الجمهور في مستهل الحلقة. يذكر أن الجمهور ترقب السحب على جوائز نقدية قدرها خمسون ألف ريال، وزعت على عشرة من الحضور عبر سحب إلكتروني يظهر على شاشة المسرح الرئيسية. وتعد اللجنة الجمهور كل أسبوع بجوائز نقدية تُسلم فوراً للفائزين منهم، حتى نهاية المسابقة ليبلغ حجم الجوائز 400 ألف ريال سعودي.