ما أحلى العودة إلى الرياض حتى لو كان لوقت قصير فكثير مثلي هم عشاق تلك المدينة الساحرة. منذ أكثر من عقد ويزيد لم تكن لي فرصة لزيارتها إلا بضعة أيام كل سنة ! فبرغم الترحال بين دول العالم من شرقها إلى غربها إلا أن لمراتع الطفولة والشباب مكانة لا تضاهيها أي من مدن العالم.. قيل لي الكثير عن التغيرات في الرياض وبعض الشكوى لكن هذه المرة تركت لدي بعض الانطباعات ربما لأن هذه الزيارة كانت أطول من سابقاتها قليلا! الجميع يشكو من زحمة الرياض، وظننت أن في الأمر مبالغة إلا انه للصراحة الأمر أكبر مما توقعت فقد كلفني لقاء احد الزملاء ساعة ونصفاً ذهابا، وساعة ونصفاً رجوعا بينما لقاؤنا كان مجرد نصف ساعة ! لم يعد باستطاعتك قضاء عدة أعمال في يوم واحد، وأصبحتَ تحسب حساب زحمة الطريق أكثر من إنجاز العمل ! لن أبدأ بالتنظير ولن أستخدم أسلوب لقد شاهدت في دول العالم كذا وكذا ، ولماذا لا يوجد لدينا مثل هذا ..الخ لكن يجب أن أكون صريحا مع معشوقتي الرياض المشكله حقيقية وهناك اختناق في حركة السير ورغم كل المشاريع والانفاق التي يتم إنشاؤها إلا أنها حلول مسكنة ! إن وجود شبكة نقل عامة أصبح ضرورة قصوى فالإسراع بمشروع المونوريل (المترو) وأيضا التفكير بوضع خطط للترام الذي يعتبر سهل التنفيذ ولا يحتاج الكثير من الإنشاءات خصوصا أن شوارعنا واسعة جدا ويمكن الاستفادة من بعض حارات الطريق لاستخدامها . وكذلك ربط الجامعات الكبرى بخدمات مواصلات عامة سواء مونوريل أو ترام أو استخدام الحافلات للنقل العام سيساعد على حل الازمة بشكل شبه جذري! أعتقد أي شخص لو علم أنه سيصل إلى المكان المحدد في وقت قصير ثابت سيفضل استخدام النقل العام على سيارته رغم حبه لخصوصية السيارة. الرياض حاليا ببساطة أزحم من مدن كثيرة تفوقها بأضعاف في عدد السكان فالرياض الان تتوسع بشكل يدعو للإعجاب فأينما تذهب ترَ الأبراج والمشاريع، وستصبح قريبا مركزا ماليا اقتصاديا عالميا والتوسع العمراني والاقتصادي يصحبه توسع سكاني لذلك أملي كبير بإسراع الخطى! ملاحظة أخرى بسيطة لفتت نظري وهي وجود مطبات صناعية في بعض الأحياء تشبه الجبال !بل من الممكن وضعها في خرائط التضاريس الجغرافية! أليس من الأفضل توحيد مواصفات المطبات بالشكل والارتفاع بدل تركها لمزاج أهالي الأحياء الذين أصبحوا يتطاولون بالمطبات حتى أصبحت كأنها عوائق جغرافية؟! ** مما قيل هذا الأسبوع: استغرب أن مدينة حائل الاقتصادية لم يبنَ بها حجر، ولم يُحرك بها ساكن رغم اعتمادها منذ أكثر من أربع سنوات ! والذي عرفته أن أهالي المنطقة متحمسون للغاية للمشروع، والامارة بذلت كل جهدها لتذليل اي عقبات تصادفه إذن لماذا التأخير ؟ ومن المسؤول؟ المطور ام هيئة الاستثمار؟ أربع سنوات ضيعت ! وحتى لو أن ما قيل عن بدء المشروع بعد العيد صحيح فمن يضمن أن وتيرة العمل ستكون في الوقت المحدد، وسينجز المشروع دون تأخيرات مستقبلية؟ لذلك يجب دراسة هذه الأسباب لتلافيها..