غادر الملحق العسكري الاسرائيلي المقدم موشي ليفي أنقرة إلى إسرائيل تحسبا لاحتمالات طرده من تركيا بعد قرار خفض التمثيل الدبلوماسي الاسرائيلي الى درجة السكرتير الثاني، فى الوقت الذى عاد فيه الدبلوماسيون الأتراك أعلى من درجة السكرتير الثاني من السفارة التركية فى تل أبيب، وسحبت أنقرة مستشارها التجاري على الرغم من عدم وقف التعاملات التجارية مع إسرائيل. وكان ليفي الذي شغل منصب قائد وحدة التنسيق والارتباط في قطاع غزة بدأ مهامه في انقرة قبل شهر واحد، وجاء قرار مغادرته أنقرة بعد ان استدعت الحكومة التركية مستشارها العسكري في اسرائيل للتشاور. وعاد الى اسطنبول الليلة قبل الماضية الدبلوماسيون الاربعة العاملون في السفارة التركية باسرائيل ، أعلى من درجة السكرتير الثاني ، وأعربت جيلان اوزن مستشار السفارة التركية في اسرائيل عن أملها في أن يرى الرأى العام الاسرائيلي اخطاء حكومته التى أفقدته واحدا من أهم حلفاء إسرائيل فى المنطقة. في الوقت نفسه اكد وزير الاقتصاد التركي ظافر شاغليان أنه تم توجيه تعليمات الى المستشار التجاري العام التركي في اسرائيل بالعودة الى تركيا مع استمرار التعاملات بالشكل المعتاد قائلا إن هذا القرار جاء متماشياً مع خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي التركي مع اسرائيل. إلى ذلك كشفت تقارير إعلامية عن أهم بنود وملامح الخطة "ج" للتعامل مع إسرائيل وفرض الحصار عليها، وهي الخطة التي أشار إليها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس بقوله إن حكومته جهزت الخطة "ج" لفرض الحصار والضغط على إسرائيل، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها. وذكرت مصادر دبلوماسية لصحيفة "أكشام" إن تركيا ستبدأ تنفيذ هذه الخطة حال استمرار رفض اسرائيل تنفيذ الشروط التركية المتمثلة في الاعتذار عن الهجوم على أسطول الحرية لغزة في المياه الدولية للبحر المتوسط فى 31 مايو من العام الماضي. وأضافت المصادر أن أهم ملامح الخطة هو قطع تركيا علاقاتها الدبلوماسية تماما مع اسرائيل لتصبح مثل علاقاتها مع ارمينيا، وتعليق العلاقات التجارية مع اسرائيل لدفعها إلى وضع اقتصادي صعب حيث أن اسهم بورصة اسرائيل هبطت بشكل كبير مع تصريح اردوغان يوم الاثنين الماضي، والذي اشار فيه الى تعليق العلاقات التجارية مع اسرائيل، وهو التصريح الذى عادت رئاسة مجلس الوزراء التركي لتصحيحه، مشيرة الى أنه ليس هناك تعليق كامل للعلاقات التجارية وبحسب الاحصائيات الرسمية وصل حجم الصادرات التركية لاسرائيل العام الماضي الى مليار و528 مليونا و370 ألف دولار ، فيما بلغ حجم الواردات مليار و70 مليون دولار بينما وصل حجم الصادرات لاسرائيل خلال الاربعة الاشهر الأولى من العام الجاري الى نحو 416 مليون دولار وحجم الواردات الى نحو696 مليون دولار. وتتضمن الخطة أيضا اتخاذ تركيا خطوات ضد اسرائيل في المحافل الدولية لمحاصرتها من أهمها تقديم الدعم المطلق لمشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين، وممارسة الضغوط على الاممالمتحدة ووكالة الطاقة الذرية لفرض عقوبات على اسرائيل جراء عدم توقيعها اتفاقية منع الانتشار النووي. كما تتضمن الخطة استخدام تركيا الفيتو ضد عضوية اسرائيل في حلف شمال الأطلسي حيث تقدمت اسرائيل بطلب الى السكرتارية العامة للحلف لتصبح العضو رقم 29 في الناتو. وكان أردوغان أعلن أول من أمس عن إتمام الحكومة التركية الخطة "ج" والتي تقضي بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية التركية مع اسرائيل وتعليقها بشكل تام.