يستهل الهلال حامل لقب دوري (زين) السعودي للمحترفين في العامين الماضيين حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة تبدو سهلة حينما يحط رحاله ضيفاً على القادم الجديد للأضواء فريق هجر في ملعبه في الأحساء؛ لكن ذلك لا يجعله يرفع منسوب التفاؤل بالعودة محملاً بالنقاط الثلاث باعتبار أن الجولة الأولى في الدوري السعودي غالباً ما تشهد مفاجآت في كل موسم وهو ما يتفهمه الهلاليون جيداً قبل أن تطأ أقدامهم استاد الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية. ويدرك الهلال أن مهمته هذا الموسم لن تكون سهلة أسوة بالموسمين الماضيين اللذين ضمن فيهما الاستحواذ على اللقب قبل نهايته بأكثر من جولة؛ مستفيداً من تنامي قوته من جهة ومن العثرات التي يتعرض لها خصومه خلال جولات الدوري كما حدث لغريمه الأول الاتحاد الذي فقد الدوري في العامين الماضيين بعدما عصفت به المشاكل وتركت أثرها على الفريق. وتعاقد الهلال الذي يسعى للظفر باللقب ال 14 على مستوى بطولات الدوري مع المدرب الألماني توماس دول، في حين فاجأ أنصاره بتغيير طقم اللاعبين الأجانب بالتخلي عن الروماني رادوي، والسويدي ويلهامسون، والكوري الجنوبي لي يونج بيو، المصري أحمد علي، ليتعاقد مع الكاميروني إيمانا، والكوري الجنوبي يو بيونغ سو، والمغربيين يوسف العربي، وعادل هرماش الذي تعرض للإصابة. وكان الفريق قد أقام معسكراً له في ألمانيا، في حين خاض بطولة ودية في الرياض بمشاركة الشباب الإماراتي، والاتفاق السعودي، والتعاون السعودي، وحل فيها وصيفاً خلف الفريق الإماراتي الذي ظفر باللقب. ولا يخفى على الهلاليين أن مهمتهم تزداد صعوبة قبل أن يركلوا الكرة الأولى في الدوري في ظل رفع الأندية ال13 الأخرى التي تشاركه الدوري من درجات استعدادها قبل خوض المهمة الصعبة؛ خصوصاً الأندية التي ترنو إلى انتزاع اللقب منه كالاتحاد والشباب والنصر وكذلك الأهلي، وجميعها قد أتمت تعاقدات على مستوى متميز وخاضت معسكرات خارجية كما لعب في بطولات ودية أظهرت من خلالها جاهزية تامة لبدء سباق التنافس. فالاتحاد "وصيف البطل" تحضّر للموسم الجديد الذي سيستكمل فيه بالإضافة إلى مشاركته المحلية اللعب في الأدوار النهائية لدوري أبطال آسيا حيث تأهل للدور ربع النهائي وذلك بالتجديد لمدربه البلجيكي ديمتري أما الشباب فقد بدأ تحضيراته مبكراً بالتعاقد مع المدرب البلجيكي ميشيل برودوم، والتعاقد مع اللاعبين الأجانب الغيني تيارا، والبرازيلي فرناندو، والأوزبكي جباروف، وكان قبل ذلك قد جدد لمدافعه البرازيلي تفاريس، كما تعاقد مع مهاجم الوحدة مختار فلاتة، وخاض معسكراً في ألمانيا قبل أن يلعب بطولة ودية نظمها نادي العين الإماراتي بمشاركة الرفاع البحريني والسويق العماني وحقق لقبها. أما الأهلي الذي لم تكن استعداداته مقنعة لأنصاره بسبب تأخره في حسم التعاقد مع المدرب التشيكي كارين جارولين، فقد جدد تعاقده مع المهاجمين البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني، في حين أضاف إلى قائمته البرازيلي كماتشو القادم له من الشباب، والكولمبي بالمينو، وقد خاض معسكراً في الباحة قبل أن يشارك في بطولة أبوظبي الودية التي نظمها نادي الجزيرة الإماراتي، بمشاركة النهضة العماني، والاتحاد السوري الذي حقق اللقب، في الوقت الذي حل فيه الأهلي أخيراً. النصر من جهته فقد بدأ استعداداته بالتعاقد مع المدرب الأرجنتيني جوستافو كوستاس، فيما أمضى تعاقداته مع ثلاثة لاعبين أجانب بدءاً بالجزائري عنتر يحي، ثم الأرجنتيني مارسير قبل أن يختتم تعاقداته مع الكولمبي خوان بابلو، قبل أن تعلن الإدارة عدم رغبتها في التعاقد مع محترف رابع آسيوي وهو ما شكل صدمة لجماهيره. ونجح النصر في إتمام عدد من التعاقدات المحلية أبرزها مع مهاجم الأهلي مالك معاذ، ومدافع القادسية خالد الغامدي، بالإضافة إلى عدنان فلاتة، ووليد الطائع، وعبدالعزيز هوساوي. وإذا كانت الأندية التسعة الأخرى خارج دائرة الترشيحات بالفوز باللقب إذ لا مقدرة لها على زحزحة الهلال عن عرش البطولة؛ لكنه حتماً سيكون له دور مباشر في تحديد الوجهة التي سيذهب إليها في الموسم الذي يترقب محبو الدوري السعودي انطلاقته غدا. أما في حال إحراز الهلال للقب الموسم الجديد، فسيكون بذلك قد أضاف بطولة إلى رصيده المتخم بالألقاب؛ لكنه في ذات الوقت سيكون قد أهدى مدربه الألماني أول بطولة في مشواره التدريبي الذي يخلو من أي انجاز، ويتطلع لذلك حتماً وهو يقود "زعيم" الكرة السعودية.