لم يستطع التلفزيون السعودي بقناته الأولى تقديم برنامج "ليل السهارى" بشكل احترافي.. متماشياً مع ماتتسابق على عرضه القنوات الخليجية والخاصة في مثل أيام العيد. فرحنا بعودة صوت الفنان القدير علي عبدالكريم والفنان محمد عمر ورجعة الفنان عبدالله رشاد وظهور عبادي الجوهر عبر القناة الأولى بعد غياب طويل، واستقبال الصوت الجميل نايف البدر وغيرهم، ومع كل هذه الخامات الصوتية بامتداد تاريخ الأغنية السعودية إلا أن "ليل السهارى" لم يكن شفيعاً بعودتهم كما يتمناه المشاهد ليس تقصيراً منهم بل في إدارة البرنامج.!. سابقاً كان التلفزيون السعودي ينتج هذه البرامج الاحتفائية بالعيد بمجهودات بسيطة لكنها ابقت هذه الحلقات مطلباً وعلى مدار تلك الاعوام، في هذا العام اعتمد على المنتج المنفذ الذي اخذ معه مجموعة باتت تنسى أبجديات العمل البرامجي الفني والخاصة في مثل هذه المناسبات، وكأنهم يقولون "اللهم ارزقني وارزق مني" لان بعضهم لايعرف في التلفزيون إلا ( زر اغلاقه ). لم يكن الديكور مناسباً ولا حتى التقطيع لظهور المقدم او الفنان، ولا حتى دخول آخرين للتقديم، السلبيات كثيره في هذا العمل، وبما انها كانت تجربة للبعض منهم، ما إذا كانت لديهم قدرات ينتقلون للشاشة الفضائية والتي أصبحت "خزاناً" لمن هب ودب، فلا عجب من ذلك.! هذا البرامج كان من الممكن أن يكون احتفالياً بعودة هذه الأصوات وما قدمته طوال تلك السنين والاستفادة في مانقدمه في "ليل السهارى" لإثراء ساحة الشاشة التي أصبحت خاوية من هذه الأعمال ومطلبا لاحياء ذاكرتهم وتواجدهم. بالفعل كاد فيصل يماني مخرج البرنامج أن "يخرج بنا لمذبحة البرنامج "الذي فرح الجمهور بعودة هذه الكوكبة من النجوم، لولا قناعتهم بأن شيئاً قليلاً من هذه الشاشة أفضل من لاشيء، وقد أسفنا أن التركيز على العلاقة الحميمة مع بعض الفنانين كادت أن تفسد الجو العام ناهيك على نسيان آخرين مازالوا في الوسط الفني ربما لا يمتلكون علاقة الوّد التي قربت آخرين وأبعدتهم عن"ليل السهارى"بسبب جغرافية المكان ،«لعن الله العنصرية». كنت على أمل أن يكون تنظيم وتصوير البرنامج في أفضل حال، ربما أن جلسات وناسه والكويت قد أثرت سلباً على فكرة البرنامج واختيار الراقصين وبعثرتهم مابين الإيقاعيين والكورال وما إلى ذلك من (تنسيف الايدي وهّز الخصر) وكان كل اغنية تحتاج للرقص. الغريب من التلفزيون نقل هذه الجلسات على القناة الاقتصادية المخصصة لبرامج الإقتصاد، وكأن تلك القناة أخذت إجازة فلا يوجد أحد لتنسيق برامجها، متناسين ان سوق الاقتصاد مازال فعالاً والبرامج الاقتصادية تكون متاحة حتى في ايام العيد.!.