رفضت الجزائر لجوء عدد من ضباط الجيش والمخابرات الليبيين، فروا إلى الحدود الجزائرية الأربعاء والخميس الماضيين، الى أراضيها. ونقلت صحيفة (الخبر) امس، عن مصدر "مطلع" قوله إن "12 سيارة كانت تقل أكثر من 30 ضابطاً ليبييا، و4 سيارات أخرى تحمل مسلحين، توقفت فجر الأربعاء الماضي في موقع بالصحراء يعتقد بأنه في عرق ''أش ساتي'' على الحدود الجزائرية-الليبية، 200 كلم جنوب الدبداب، ثم تنقلت 3 سيارات منها إلى الحدود وحاولت الحصول على إذن بدخول القافلة وقدمت قائمة بأسماء العسكريين والمدنيين الليبيين الراغبين في الإقامة بالجزائر". وقال المصدر إنه بعد عدة ساعات جاء الرد بالرفض من السلطات العليا في البلاد، مشيراً إلى أن قافلة السيارات اتجهت إلى جنوب ليبيا مساء الخميس نحو الحدود مع النيجر. ورفضت السلطات المدنية والعسكرية الجزائرية السماح لركاب القافلة وأغلبهم ضباط سابقون في الجيش والمخابرات الليبية وبعض الموظفين السابقين في الحكومة الليبية بالبقاء في الجزائر. واعتبر المصدر أن استقبال عسكريين سابقين في الجيش الليبي غير مقبول على اعتبار أن وجودهم سيعني بأن الجزائر تقف مع طرف ضد آخر في الصراع الدائر بليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أنه على غير العادة، لاحظ مراسلها على الحدود الجزائرية الليبية في الأيام الثلاثة الأخيرة دخول سيارات فاخرة من ليبيا يصل عددها إلى 12 سيارة، على متنها عائلات بعض المسؤولين في نظام القذافي، من بينهم حراسه الشخصيون، الذين سارعوا إلى إخراج عائلاتهم من ليبيا عبر الجزائر تحسباً للعمليات الانتقامية التي قد تشنها قوات المعارضة المسلحة على الموالين للقذافي. في تقرير متصل بالاحداث في ليبيا وتوابعها من النيجر يقول سليمان "قاتلت من اجل القذافي وعدت مريضا ومفلسا" الى النيجر بعد فراره من صفوف القوات الموالية للعقيد معمر القذافي التي هزمت في معاركها المستمرة منذ اربعة اشهر ضد المتمردين. فسليمان الباكا (56 عاما) قاتل في حركتي تمرد الطوارق في النيجر في 1990 و2005. وكغيره من مئات المقاتلين الطوارق السابقين اتصل به في نيسان/ابريل اغالي الامبو الذي كان من قادة حركة التمرد الثانية ويقيم في طرابلس، للعمل كمرتزقة في صفوف قوات النظام الليبي. وبعد ثلاثة اسابيع عاد الباكا وهو اب لسبعة اولاد، الى اغاديز. وقد جرح في صدره خلال معارك مصراتة (شرق طرابلس) ويواجه صعوبة في اعالة اسرته. وقال آسفا "كنا 299 من المقاتلين السابقين. وعدوا باعطاء كل منا سلفة قدرها 3,2 مليون فرنك افريقي (حوالي خمسة آلاف يورو) لكنني لم احصل عليها". واضاف هذا المقاتل المتخصص بالاسلحة الثقيلة "قالوا لنا بعد ذلك ان القذافي سيقدم لنا بعد النصر (هدايا كبيرة) لكنني لم ار سوى سيل النيران التي اطلقتها طائرات حلف شمال الاطلسي". وتابع سليمان الذي استغل فرصة اجلاء اجانب من طرابلس ليهرب الى مالي المجاورة "منذ نهاية تموز/يوليو فر حوالي مئتين من المرتزقة الطوارق من ليبيا الى اغاديز وهناك حوالي 500 آخرين في سرت واعتقد ان الآخرين ماتوا". من جهته، اكد محمد اناكو احد قادة المتمردين الطوارق السابقين ورئيس مجلس منطقة اغاديز حاليا، لوكالة فرانس برس ان "المقاتلين تشتتوا بشكل كامل"، مؤكدا عودة "عشرات" المقاتلين الطوارق الذين ذهبوا للقتال في ليبيا. ويقدر مصدر من الطوارق عدد هؤلاء المقاتلين النيجريين الذين قاتلوا في صفوف القذافي بحوالى 1500 معظمهم كانوا يقيمون في ليبيا بعد وقف التمرد المسلح في 2009.