يؤدي اهمال الإرشاد الزراعي إلى تفاقم كثير من المشكلات كان من الممكن تلافيها.. فضعف الإرشاد كلف كثيراً من الدول والحق خسائر جسيمة بالمنتجات الزراعية.. فإذا كنا نركز على البنية التحتية للقطاع الزراعي ودعمه.. فإننا يجب ألا نغفل ذلك الجانب المهم «الإرشاد» وخلال ملتقى نظمته وزارة الزراعة قال وزيرها د. بالغنيم إن أهمية اللقاء تكمن في معرفة الجميع ما للإرشاد الزراعي من أهمية قصوى ودور فعال في تقدم وتطور الزراعة على جميع الأصعدة باعتباره الركيزة الأساسية التي على ضوئها تتحدد المعالم الزراعية لجميع أنواع المحاصيل سواء الموسمية منها أو المستديمة ولا يخفى عليكم جميعاً حاجة المزارع الصغير مثل الكبير للتوجيهات الدائمة للوصول إلى النتائج المرجوة والأهداف المنشودة للرقي بالإنتاج الزراعي ومن ثم الاستفادة والإفادة. وفي خطوة تهدف إلى مزيد من التواصل مع القطاع الخاص فإن الوزارة بصدد دراسة فكرة إنشاء صندوق لدعم العمل الإرشادي الزراعي ويمكن لهذا الصندوق تلقي الهبات من الشركات والمؤسسات والأفراد المهتمين بالقطاع الزراعي. وتحدث المهندس مساعد بن سليمان العوهلي نائب الرئيس للأسمدة في سابك حيث تناول دور (سابك) منذ إنشائها على تلبية متطلبات القطاع الزراعي الوطني من مختلف أنواع الأسمدة ذات الجودة العالية التي تلائم طبيعة أجواء وتربة المملكة، وتتفق مع مواصفات الهيئة السعودية للمواصفات.. ودأبت على توفيرها للمزارعين المحليين مرفقة بالإرشادات الزراعية العلمية، والخدمات الفنية المتقدمة، التي تساعد المزارعين على تنفيذ برامجهم الزرعية، وزيادة الإنتاجية. وتضم شبكة (سابك) الصناعية للأسمدة ثلاث شركات عملاقة تطبق أحدث التقنيات العالمية، هي: شركة (سافكو) بمجمعيها في الدماموالجبيل الصناعية، وشركة الجبيل للأسمدة (البيروني)، والشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية (ابن البيطار)، وتتجاوز الطاقة السنوية الاجمالية لهذه الشركات (5,6) ملايين طن متري من مختلف أنواع الأسمدة الكيماوية بما في ذلك الأمونيا، اليوريا، الأسمدة المركبة والفوسفاتية والسائل.. فيما يجري حالياً تشييد مصنع رابع في مجمع (سافكو) بالجبيل، سوف يضيف العام القادم بإذن الله طاقة سنوية جديدة (2,2) مليون طن متري من الأمونيا اليوريا بالتساوي. وتلبي (سابك) كامل متطلبات السوق المحلية من اليوريا، و(90٪) من الأسمدة الفوسفاتية.. وأضاف ولدى سابك قناعة تامة أنها والقطاع الزراعي الوطني شريكان في صناعة التنمية، ورافدان لتحقيق الأمن الغذائي الوطني.. فلا تدخر سابك جهداً في سبيل تطوير علاقات التكامل مع هذا القطاع.وللمعلومة فلقد قامت مختبرات (سابك) خلال العام الماضي وحده بتحليل (922) عينة، منها (165) عينة من الأسمدة، و(316) عينة نباتية، و(314) عينة تربة، و(127) عينة مياه. وواصل حديثه: وتعتز (سابك) بالغ الاعتزاز بتعاونها الوثيق في مجال الإرشاد الزراعي مع وزارة الزراعة بمختلف إداراتها، خاصة إدارة الإرشاد الزراعي. ذلك التعاون الذي أثمر عن تنظيم العديد من الندوات الزراعية الفنية، إلى جانب ذلك دأبت (سابك) - إنطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية - على تحقيق الاستقرار والتوازن لسوق الأسمدة المحلية، وقامت بالاتفاق مع عدد من الموزعين المحليين على زيادة فعاليات التسويق المحلي، وتحقيق مستويات أعلى من رضا الزبائن فيه، وصولاً إلى المستهلك النهائى.. حيث اتخذت الشركة عدة ضوابط ومعايير تضع بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك: المنتج، والموزع، والمستهلك، ومستهدفة الدقة في اختيار قنوات التوزيع، وضمان تدفق المنتجات إلى جميع المستهلكين النهائيين بما يحقق للسوق استقرارها الدائم، ويهيئ مناخاً أفضل لزيادة الإنتاجية. واستحدثت (سابك) برنامج (يوم الزبائن)، وفيه تستضيف وحداتها الاستراتيجية - ومنها وحدة الأسمدة - زبائنها لقضاء يوم كامل مع مسؤوليها في جو أخوي، يجري خلاله تبادل الآراء وتدارس المقترحات الرامية إلى تنمية العمل المشترك، وإزالة ما قد يعترض سبيل هذا الهدف. و«سابك» تقوم بدورها الوطني في حماية السوق المحلية بالحفاظ على الجودة النوعية لما يباع في السوق المحلي من أسمدة مستوردة وفي هذا الصدد فإن (سابك) توالي إجراء المسوحات السنوية للسوق المحلية لرصد مستوى الجودة النوعية للأسمدة المتوافرة بها.. وقد شملت الدراسة التي أجريت عام (2003 - 2004م) منتجات عشرين شركة، منها ست شركات محلية، وأربع عشرة شركة خارجية.. وبينت الدراسة أن (60٪) من العينات التي تم فحصها غير مطابقة لمواصفات الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس.. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن سابك لما لها من قدرات فنية عالية قادرة على كشف التلاعب الحاصل من بعض باعة الأسمدة الكيميائية وما يبثونه من دعاية ليست صحيحة عن مميزات عالية لأسمدتهم محاولين في ذلك استغفال المزارع الوطني وقد يكون بعضكم قد أطلع على بعض ما ورد في الصحف المحلية من إعلانات عن أسمدة تدعى أنها تقلل من استهلاك اليوريا بنسبة 50٪ وهي لا تعدو أن تكون خليطاً من اليوريا وبعض المركبات الأخرى. ولعل هذا الجانب من أهم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في هذا الوقت حيث أن الأسمدة غير مطابقة للمواصفات لا تتسبب فقط بتدني المحصول الزراعي وإنما تسبب أو تساعد على انتشار الآفات الزراعية والأمراض ونحن نرى أنه لزام على الوزارة ومرشديها الأكفاء التركيز على هذه المسألة والحرص على تثقيف المزارع في نواحي الجودة النوعية للأسمدة.