انحصر تأثر أداء أسواق البترول الدولية في مراقبة مستويات المخزون في الولاياتالمتحدة، وفي الاستماع لتصريحات المسؤولين في منظمة الأقطار المنتجة للنفط (الأوبك). فقد صرح مسؤول في شركة أرامكو السعودية يوم الإثنين في محاولة لطمأنة الأسواق والتأكيد على قدرة الشركة في مواجهة الطلب العالمي بأن السعودية لديها القدرة لو شاءت بأن تضاعف من مستويات الإنتاج الحالية. وعزز هذه المقولة تصريح مقارب الثلاثاء أدلى به وزير البترول السعودي السيد علي النعيمي على هامش مؤتمر عن الطاقة ينظمة مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية في الولاياتالمتحدة ويحضره وزير الطاقة الأمريكي صمويل بودمان بأن المملكة تستطيع في الوقت الحالي رفع انتاجها من النفط إلى مستوى 11 مليون برميل في اليوم، لكن استغل وجود الوزير الأمريكي ليشير أيضاً بأنه لو حصل هذا الرفع في الإنتاج فإن الأسواق العالمية وخاصة في الولاياتالمتحدة وأوروبا لن تستطيع استيعابه، في اشارة إلى عدم قدرة المصافي الأمريكية بسبب عمرها القديم جداً، والتي لم يتم التوسع فيها، على تكرير هذه الزيادة. أما في جانب المؤثر الثاني على الأسعار في الأسبوع الماضي فكان التواصل الكبير في زيادة حجم المخزون في الولاياتالمتحدة وكذلك زيادة مستويات الواردات إلى أعلى مستوياتها التي سجلت في التاريخ، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن المخزون من الزيت الخام وحتى اليوم المنتهي ب 13 مايو قد زادت بمقدار 4,3 ملايين برميل إلى مستوى 334 مليون برميل، وهذا يعد أعلى مستوى سجل من المخزون منذ مايو عام 1999م. أما مستوى المخزون من البنزين فقد زاد هو الآخر بمقدار 1,1 مليون برميل إلى مستوى 214,8 مليون برميل. وخالف فقط المخزون من المنتجات المكررة التي يقل الطلب عليها في هذا الوقت من العام للتراجع بمقدار 200 ألف برميل. الملفت للنظر في بيانات إدارة معلومات الطاقة هو الزيادة في حجم الواردات اليومية من الزيت في الولاياتالمتحدة والتي وصلت في متوسط الأسبوع الماضي إلى مستوى 10,9 ملايين برميل يومياً وهو رابع أعلى مستوي واردات يومية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وكانت معظم الزيادة في الواردات من المكسيك. هذه البيانات المشار إليها أدت إلى موجة بيع وتخلص من المراكز في المحافظ المالية مما دفع بالأسعار الأربعاء إلى أن تهوى بمقدار 1,72 دولار بالنسبة للخام الأمريكي الخفيف تسليم شهر يونيو ليستقر السعر على مستوى 47,25 دولاراً. أما خام برنت فوصل إلى مستوى 48,15 متراجعاً بمقدار 1,19 دولاراً. أما في يوم الخميس وللأسباب نفسها واصلت الأسعار مشوار تراجعها ليفقد الخام الأمريكي الخفيف 33 سنتاً ويسجل إغلاقاً عند مستوى 46,92 دولاراً. أما خام برنت فوصل إلى مستوى 47,88 دولاراً فاقداً 27 سنتاً. وفي يوم الجمعة عكست أسعار البترول اتجاهها صاعدة على إثر استمرار الإضراب في فرنسا في خمس مصافي للبترول تابعة لشركة توتال الفرنسية، وكانت هذه الإضرابات نتيجة لقرار الشركة منع العاملين من التمتع بإحدى الإجازات الرسمية، أيضاً كان من أسباب الإرتفاع تزايد الإقبال من المتعاملين على شراء عقود المستقبل لمنتجات زيت التدفئة التي شهدت هبوطاً في بيانات إدارة معلومات الطاقة الأسبوع الماضي. أسعار البترول لهذه الأسباب ارتفعت الجمعة بنسبة 0,7٪ بالنسبة للخام الأمريكي الخفيف ليغلق على مستوى 47,25 دولاراً. وبإغلاق تداول الجمعة تكون الأسعار قد فقدت الأسبوع الماضي 2,9٪ من قيمتها، و 20٪ من أعلى مستوى سجلته في شهر أبريل الماضي. ويشار بأن محافظ البنك الفدرالي المركزي آلن قرين سبان أشار في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي إلى ان الزيادة التي تشهدها المخزونات الأمريكية ترجع في المقام الأول إلى تراجع الطلب الذي دفعته أسعار البترول المرتفعة في بداية العام الحالي. وأشار كذلك إلى مزيد من التوقعات بزيادة هذا المخزون مالم ترجع موجة الطلب إلى مستوياتها السابقة.