عيد (الزنقة زنقة)! ما عدنا نسمع مدافع العيد.. طغت أصوات مدافع القتل والتدمير.. وأزيز الرصاص.. وسعار الرغبة في الهيمنة وبسط النفوذ.. وتشريد ذوي القربى بيت بيت.. وشارع شارع.. و(زنقة زنقة)! كنا نرى (المدفعجي) وهو يحشو المدفع بالملح والبارود ويهرب.. يهز الفرح قلوبنا قبل أن يصل دويه المبهج إلى قلب المدينة! وحتى لا ننكد على خلق الله من (المعيدين) عودوا بنا إلى العيد، الذي عاد (بأيّة حال)! ولم يبق للناس فيه إلا العافية.. وهي تكفي ما دامت عيون الناس مليانة، ونفوسهم (قنعانة).. بما قسمه الله، هم أناس اعتادوا أن يمدوا (رجولهم) على قدر اللحاف.. ويقنعون (بالعيش الحاف الذي يربّي الأكتاف)! إنه أهنأ بالعافية عندهم من وليمة (الجوارح البشرية) التي أوغلت في دماء الأقربين، وطحنتهم بيدها، قبل أيدي أعدائها فى وضح النهار! وفى ليلة العيد ندوخ بحثا عن حلاق بلا زحمة، ليصلح في رؤوسنا ما أفسده الدهر.. طوابير من (الشعث) يتعامل معهم الحلاق كما يتعامل (المنجّد) مع العهن المنفوش! فإذا ما أعثرك الله بحلاق (ينش الدبان)، وفرحت بالظفر به.. رأيت صنيعه فيك على (المرآة).. وعرفت أنه من الذين قال فيهم المثل الشعبي (يتعلمون الحلاقة في رؤوس اليتامى)!