أثنى سماحة مفتى عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على الجهد الذي بذله رجال الأمن العاملون في خدمة المعتمرين والزوار والذين سهروا على راحتهم وأمنهم. وقال سماحته في تصريح ل «الرياض» انهم مجاهدون في سبيل الله ونسأل الله العلي القدير ان لا يقل أجرهم عن أجر الصائمين والقائمين والركع السجود الذين يسهرون على راحتهم وأمنهم. وحول مواصلة الطاعات بعد انتهاء شهر الصوم قال سماحته: مما لاشك فيه ان كنا ودعنا موسماً عظيماً من مواسم الطاعة والعبادة، فإن الله تعالى شرع لنا من النوافل والقربات ما تهنأ به نفوسنا، وتقر به عيوننا، ويزيد في أجورنا وقربنا من ربنا.. سبحان الله: ما أسرع ما تمضي بنا الأيام والسنين.. وإن في سرعة انقضائها لعبرةً للمؤمنين. رمضان.. بالأمس القريب استقبلناه، وما أسرع ما ودعناه.. صفحات الأيام تطوى.. وساعات العمر تنقضي.. فعلى العاقل اللبيب أن يتفكرَ في حاله ومآله، ويبادرَ بالتوبة والإنابة قبل أن يغلق باب الإجابة.. فالدنيا ظل زائل، وأيام قلائل، وإن المؤمن لا يهدَأ قلبُه، ولا يسكُن بالُه، حتى يضعَ قدمه في الجنة. فلنبق متصلين بالله على الدوام حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا، ولنتذكر أنه يراقبنا في كل زمان ومكان، وأنه لا يرضى لعبده طاعة يوم ومعصية أيام، ولا يريد منه ختم القرآن مرات ومرات في رمضان ثم هَجْرَهُ مدى العام، ولا يقبل منه التهجد وطول القيام في رمضان ثم الانقطاع عن الفرائض على مدار الزمان، فهل يعقل أن تمتلئ المساجد وتكتظ بالمصلين في رمضان لتصبح خاوية خالية بعد رمضان. المطلوب من المؤمن أن يقبل على الطاعات في كل وقت وحين، وأن يجعل أيامه كلها في رمضان وفي غيره مواسم للطاعة، وأن يقضي عمره في العبادة بمعناها الشامل لكل خير وكل عمل صالح. روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوبَ الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). فصيام الست من شوال سنّة مستحبّة، وفضله أنه يكمّل أجر صيام سنة كامله كما أن في صيامها شكراً لله على توفيقه لصيام رمضان، وزيادةً في الخير، ودليلاً على حب الله وطاعته. وإن من علامات قبول العمل الصالح المواصلةَ فيه، والاستمرارَ عليه.. وأن يكون حالُ العبد بعد العمل خيراً منه قبل العمل، فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتى الموت، قال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي الموت. فلنبق متصلين بالله على الدوام حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا، ولنتذكر أنه يراقبنا في كل زمان ومكان.