اتفق أعضاء جماعة حوار في ختام نشاطهم الثقافي على أن يختلفوا في مفهوم مصطلح التنوير حيث تناولت هذه الجلسة التي راجعوا من خلالها خطاب التنوير في المملكة قضايا التنوير منذ صدور كتاب «خواطر مصرحة» وانتهاء بتحديد مصطلح التنوير، في بداية الجلسة تحدث رئيس النادي الأستاذ عبدالفتاح أبومدين على أهمية التنوير الذي لا يخرج عن ثوابتنا ولكن وفق تعددية تسمح بتشكل جميع الأطياف حول أهمية التنوير والتحاور معه كما رحب أبومدين بالدور الهام التي تقدمه الصحافة في ايصال صوت جماعة حوار إلى الناس حتى لو كان هذه الكتابات ناقدة للجماعة، كما حملت كلمة الدكتور حسن النعمي جماعة حوار أهمية محور التنوير الذي كشف عن تاريخ التنوير وصراع القوى الاجتماعية المختلفة في تثبيت العقل على مقولات جاهزة لا تنتمي للعصر كما أكد النعمي على أن أصل التنوير موجود في الإسلام لكن احادية التأويل ضيقت واسعا، في حين حملت كلمة الروائي عبده خال الذي جاءت عبر الهاتف فيها إن التنوير جاءنا من قبل الطلاب المبتعثين في الخارج أم ممن تتلمذوا على الثقافة العربية والأوروبية علما بان التنوير في مصر جاء من قبل أقطاب الخطاب الإسلامي كجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده واشار عبده خال ان الأدب المحلي ظل يدور حول رغباته أن يفصح عنها حتى ظهرت الكتابات الأخيرة والتي تمثلت في روايات غازي القصيبي وتركي الحمد وغيرها من الكتاب وتناولت المسكوت عنه، الا أن مداخلة التنوير من كل الأوراق التي قدمت عبر نشاط جماعة حوار الذي امتد ثمانية أشهر كما تطرق إلى إشكالية مفهوم المحافظة وتحديد تعريف واضح لها زاعما ان التنوير انبثق من سرادق المحافظين كالكواكبي وخيرالدين التونسي ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني. ويرى الناقد علي المالكي انه حان الوقت لخلق حركة التنوير في ظل ما نشاهده من انفتاح كبير مع الآخر ومع أنفسنا وجاء مداخلة كامل صالح لتؤكد سقوط ورقة التوت التي كنا نحتمي بها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. الصالة النسائية كذلك أفرزت جملة من الأصوات المتباينة حيث ذكرت الدكتور لمياء باعشن على أن هناك حركة تنوير ولكنها فردية تعاني من التبعية مؤكدة عدم وجود مشروع للتنوير رغم امتلاكنا أفكاراً تنويرية، كما تحدثت الدكتور ايمان تونسي التي قالت إن حركة التنوير كانت منظمة وجماعية حينما كانت تصدر ضمن كتاب يحمل أفكارا متعددة لجماعة من الأدباء، ورأت حليمة مظفر إننا ضيقنا على أنفسنا مفهوم التنوير وكأننا توقفنا عند القرن الرابع الهجري حينما توقف الاجتهاد وإعمال العقل وأكدت ذلك الناقد سهام القحطاني أنه ليس لدينا تنوير بقدر ما لدينا أفكار تنويرية.