اعتاد "أبو فيصل" قضاء إجازة العيد بين أهله، ولكن هذا العام قرر هو وأفراد أسرته تغيير "الروتين السنوي"؛ فعزم على السفر إلى إحدى مناطق المملكة لقضاء الإجازة والاستمتاع بها، فقوبل قرار "أبو فيصل" بالرفض والانتقاد من قبل أهله وأقاربه؛ كون هذا العيد هو اليوم الرسمي الذي يجتمع فيه القاصي والداني من أفراد العائلة، إلاّ أنه حاول إقناعهم أن الهدف هو التغيير، ولكن دون جدوى؛ فحمل حقائب السفر قاصداً إحدى المناطق، مكتفياً في قرارة نفسه بالاتصال عليهم وتهنئتهم بيوم العيد. "تحقيق الرياض" يتناول سفر بعض الأسر ليلة العيد ورصد آرائهم في ذلك. توقيت مناسب بداية قال "أبو محمد": إنّ الكثير يعمد إلى السفر قبل العيد ليس هروباً من الواجبات الاجتماعية، وإنما هذا التوقيت مناسب لقضاء أوقات جميلة مع الأبناء وسط فعاليات متنوعة للعيد في عدد من الدول والمناطق، خصوصاً أنّ الإجازة الصيفية تداخلت مع شهر رمضان، مشيراً إلى أن هناك العديد من الوسائل المتخذة لتأدية واجب التهنئة. زحام في كاونترات السفر بمطار الملك خالد مع قرب إجازة العيد أجواء متميزة وأشارت "الهنوف سيف" إلى أنّ الإجازة تكون في هذا الوقت قصيرة جداً، ولا تستطيع الأسرة السفر في شهر رمضان لأي مكان، لأنّ لهذا الشهر أجواءه المتميزة، وما أن ينتهي إلاّ والإجازة توشك على نهايتها، فتعمد بعض الأسر إلى قضاء ما تبقى من هذه الإجازة في أي منطقة والسفر إلى أي مكان يكون تغيير وتجديد وتهيئة إلى العودة إلى الدراسة أو العمل. مصروفات العيد وقالت "تهاني الحربي": إنّ مصروفات الاستعداد ليوم العيد، والتكاليف التي يستعد لها البعض باهظة الثمن، قد تصل تكلفتها إلى تكلفة رحلة لإحدى المناطق وتستمر عدة أيام، بخلاف من نقوم للتجهيز له خلال شهر وينقضي في ساعات معينة، مضيفةً أنّ العديد يعزم على السفر ليلة العيد؛ لأنه لا يرى أهمية في تلك المصروفات الباهظة واستبدالها بالسفر. كما ترى "الجوهرة سالم" أنّ المصروفات ليوم العيد غالباً ما تكون كبيرة، خصوصاً لو كان في الأسرة الواحدة عدة أشخاص، مكتفية برسائل الجوال لتهنئة الأهل والمقربين، وقضاء أوقات مميزة في إحدى الدول القريبة؛ لنتعرف على أجواء العيد والعادات والتقاليد في المناطق الأخرى، وللترفيه لأفراد الأسرة. تغيير جو وأوضحت "هيا المسفر" أنّ السفر ليلة العيد ليس هروباً كما يعتقد البعض، لكن بعد انتهاء شهر رمضان وقرب انتهاء الإجازه الصيفية والمهرجانات المتنوعة في كل مكان، فإن الأطفال يتحمسون إلى الذهاب لتلك المناطق وليستمعوا بها، وليرى كل منهم كل جديد، فأبناؤنا اليوم لايفضلون الجلسات العائلية الروتينية، بخلاف الترفيه والاستمتاع بالأوقات التي تتميز بالعديد من الفعاليات المنوعة. فرصه للأبناء واعتبرت "مشاعل محمد" هذا الوقت للسفر فرصة للأبناء للاستمتاع بما تبقى من الإجازة الصيفية بشتى أنواعها، مؤكدة على المهرجانات والفعاليات التي تقام في بعض الدول والطقوس المتميزة فيطمح الكثير إلى التوجه إليها ومشاهدة كل جديد فيها، من عروض ومسرحيات للأطفال كي ينتعشوا ويسعدوا في هذه الأيام، إذ لا تستغرق تلك المهرجانات في بعض الدول أكثر من أربعة أيام فنحاول استغلالها. روتين متكرر وللعلاقات الاجتماعية نصيب من المجاملات فقد ذكرت "بدور مسعود" أنّ الاجتماعات العائلية شبيهة بالمجاملات التي لا تطمح لها ولا تتقبلها، وتتكرر كل عام، فبالتالي نقوم بأداء واجب التهنئة على الكبير والصغير ليلة العيد ونحن مستعدون للسفر، مؤكدة على هروبها من المجاملات وتغيير النظام الذي كان متبع طيلة أيام شهر رمضان المبارك، كذلك رغبة الأبناء في تغيير روتينهم اليومي الذي استمر شهرا كاملا. اجتماع روتيني وتوافقها الرأي "مها عبدالعزيز" من أنّ اجتماع بعض الأسر يوم العيد أصبح روتينا يتكرر كل عام، ومملا بعض الشيء فتعمد كثير من الأسر إلى السفر ليلة العيد بحثاً عن التغيير والتجديد، فمن الواجب أن نهنىء كل الأقارب بالعيد ولو بالهاتف. عادات تغيرت وأوضح "سلمان عبدالله" أنّ أيام العيد وفرحة الأطفال تكاد تنعدم ولا يشعرون بها في ظل العادات الاجتماعية التي تفرض عليهم مكوثهم في بيت الأب الكبير، مؤكداً على وجود وسائل الاتصال في يد الجميع، بخلاف ماكانت عليه في السابق كالذهاب إلى الأقارب سواء كانوا من داخل المنطقة أو خارجها، فتهنئتهم واجب على أرحامنا، والعدل في عدم هضم حق أبنائنا الذين يتوجب علينا إسعادهم في هذا العيد، سواء بالسفر إلى إحدى الدول العربية، لإطلاعهم على ثقافاتهم ومعرفة العادات والتقاليد لديهم، أو إحدى مناطق المملكة التي يكون لكل منطقة عادات مميزة تختلف عن المناطق الأخرى. مناسبة وحيدة وترفض "مها الزامل" السفر ليلة العيد، مؤكدة على أنّ المناسبة الوحيدة التي تجمع كل العائلة هي العيد، ومن أراد تغيير الروتين أو السفر فالأفضل بعد انتهاء يوم العيد فيكون كسب صلة رحمه واستطاع إسعاد أبنائه، وكي يعزز بداخلهم صلة الرحم ومشاركة الأهل تلك المناسبات. كما أيدها في الرأي "أبو خالد" في أنّ يوم العيد ألفة وتجمع العائلة من كافة المناطق فلايمكن استبدال ذلك الاجتماع بالذهاب بعيداً عنهم، كما رفض فكرة السفر في تلك الأيام، وقال: لو اضطر أحد للسفر فلابد أن يقضي يوم العيد الأول فلذة العيد والإحساس به يكون مع الأهل والعائلة. تعزيز القيم ولم تمانع "هاجر البارقي" السفر لكنها حددته بعد انتهاء يوم العيد ولو في ساعاته الأولى فرب الأسرة بحكمته يستطيع أن يجمع بين كلا الأمرين الواجب والتغيير، فإذا نوى السفر لابد أن يضع في عين الاعتبار أهله وأقاربه، كي لايهمل الأبناء تلك الواجبات في المستقبل، وضرورة أن يبين لهم ان الأهل هم الأساس في تأدية الواجب، ومن ثم مكافأة بالسفر في اليوم التالي، حيث قال "أبو باسل": لو اعتاد أبناؤنا على هذا المنوال لأصبحوا قاطعين للرحم وغير مبالين بالواجبات والحقوق الأسرية، ويكون شغلهم الشاغل إمتاع أنفسهم غير مبالين بالآخرين، فلابد لنا أن نعزز لديهم قيم الألفة الاجتماعية وصلة الرحم، حتى لاتندثر تلك القيم في المستقبل.