( أيام ونروح ) جملة تحمل معاني كثيرة رغم اختصارها في كلمتين وفي مضامينها تهذيب وردع عن السير خلف ملذات الدنيا وأتباع هوى النفس والذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالظلم القوي . وكثيرا ما كنت اسمع تلك الجملة من كبار السن خلال تداولهم الحديث في قضية ما تحتاج الحسم وإقناع احد الأطراف بالتنازل والتغاضي عن الزلات وكان لهذه الجملة تأثير قوي وهذا دليل على قوة الإيمان عندما يدرك الإنسان أن هذه الدنيا دار فناء ولن يؤخذ منها سوى العمل الصالح يقول الشاعر بدوي الوقداني يصف تلك النهاية الحتمية : ايامنا والليالي كم نعاتبها شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي تاعد مواعيد والجاهل مكذبها واللي عرف حدها من همها سالي وعندما يتأمل الإنسان في تلك النهايات يعتبر ويزيد إيمانه . والإدراك والتطبيق قمة السعادة في الدنيا والآخرة ولكن عندما تسيطر بعض الأفكار الشيطانية تظهر على سلوكيات الإنسان نزعات من الحقد ومجازاة الآخرين بالمثل ومن هذه النقطة تحدث القطيعة والجفاء ويغيب التواصل ونحن في هذه الأيام المباركة مقبلون على قطف ثمار الأعمال الصالحة ومقبلون على عيد الفطر المبارك والذي هو فرصة سانحة لنسيان الماضي والتغاضي عن الزلات والبعد عن المشاحنات وهذا لن يحدث إلا عندما نزهد في الدنيا التي لا تدوم على حال ونطمع في ثواب الآخرة : تقفي وتقبل مادامت على حالي في كل يوم تورينا عجايبها ولقد قدم لنا من سبقنا تجارب عديدة عن الدنيا التي هي دار زوال ومازال المعاصرون منهم يدفعون إلى فعل الخير دون البحث عن ما سيأتي من الناس من شكر أو غيره واحتساب الأجر من الله يقول الشاعر سعد بن جدلان : يدك لامدت وفاء لا تحرى وش تجيب كان جاتك سالمه حب يدك وخشها بقي أن ننطلق نحو آفاق من التسامح ونفكر في النهايات الجميلة ونبتعد عن الأحقاد والشحناء يقول الشاعر مصلح بن عياد: الكره يبدي في النواظر مشاهيب والخاطر الطيب تراه محبوبي إن كان مني تقبل العذر وتجيب والا ترى منته علي مغصوبي عبر وتجارب تحتاج للتفكير والتأمل ثم أخذ القرار نحو الأجمل في هذه الدنيا الزائلة وكل عام وانتم بخير .