أتعجب كثيراً من تهويل النصر لما حدث في مفاوضاتهم مع مدافع القادسية ياسر الشهراني واتهامهم الهلال بأنه "مخرّب" للصفقة، فيما كان الأخير يسعى إلى الظفر بخدمات اللاعب بذات الطريقة، فكل ما حدث أمرٌ طبيعي في عالم الاحتراف فالنصر قدّم عرضه والهلال قدّمه أولاً واللاعب من يملك الخيار! يبدو أن ملايين النصر وشيكه المصدق لم يُغرِ النجم الشاب الذي يبحث عن تأمين مستقبله على الرغم من كون الناديين كبيران، إذْ إن حاجة النصر لخدماته هي الأكبر، فالنصر لا يملك خط أظهرة جيّدا إذْ يقودهما حسين عبدالغني، وأحمد الدوخي، وكلاهما جاوزا ال 33 عاماً في حين أن البديل لا يرتقي لطموحات الجماهير النصراوية، وهما من استُقطبا أخيراً عدنان فلاتة، ووليد الطايع، ما يعني أن قبول الشهراني للعرض النصراوي قدّ يمنحه المزيد من الأضواء لكونه سيتحكم بمركزين، وفي المقابل نجد أنّه في حال قبل العرض الهلالي فإن فرصته ليست بالكبيرة، إذْ سيُجبر على اللعب بمركز الظهير الأيمن، في ظل تراجع مستوى نامي، ورضا الإدارة على مستوى الزوري ما يعني أن فرصته أقل كما أن حصته أقل لكن هناك امتيازات معنوية لربما تفوق الامتيازات المادية بمراحل على الرغم من أننا في زمن احتراف، ففي الهلال سيجد الراحة من خلال الاستقرار الذهني الناتج عن إبعاد اللاعبين عن الأضواء والمشاكل بقيادة جهاز إداري مُحنك، كما أنّه سيجد الجميع على قلب رجل واحد لا يتهاترون ولا يختلفون فقط يتناقشون ويبدون آرائهم وفي الأخير يجتمعون على كلمة واحدة، كما أنّ الميزة المعنوية المادية في الوقت ذاته عدم تأخر الرواتب، واستلام شهرٌ بشهره، هي من أعظم الامتيازات التي تجعل أي لاعب يُفضل عرضاً على آخر فهو يطمح لعيشة كريمة بعيدة عن المطالبات والتسويف! صحيح أن النصر استطاع توفير شيك مصدق بكامل المبلغ لكن ما الذي يضمن للاعب أن لا تتأخر رواتبه 6 أشهر كما حدث مع نجوم الفريق في الموسم الماضي، وما الذي يضمن أن لا يُحارب بعد فترة قصيرة بسبب الشللية التي يعج بها الكيان الأصفر، وما الذي يضمن أن لا يكون سبيله كسبيل نجم النصر في وقت مضى سعد الحارثي الذي هُمش وأُغفل تاريخه برمته؟! كُل ما سبق أسئلة تحتاج إلى أجوبة صريحة، لا يُجيب عنها سوى أصحاب "القرار الأصفر"، فمتى ما وجدتم الأجوبة المُقنعة حينها اسعوا في توفير المادة، فاللاعبون لا يبحثون عن المادة، بقدر ما يبحثون عن الراحة، حتى ولو كنا في زمن الاحتراف.