كشف نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة عن اكتشاف حضارة قديمة يتجاوز عمرها 9000 سنة قبل الميلاد، اكتشف فيها بقايا آدمية ومجسمات لحيوانات وأوان صناعية. وأوضح الغبان بأن حضارة (المقر) تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن استئناس الخيل العربية عرف في الجزيرة العربية قبل 9000 سنة، مبيناً أن (المقر) هي منطقة متوسطة بين محافظة تثليث ومحافظة وادي الدواسر، ويبعد عن مركز القيرة الذي يتبع محافظة تثليث قرابة 40كم. وقال الغبان ان الباحثين وجدوا بقايا آدمية في المكان محنطة بطريقة فنية فريدة تختلف عما هو سائد في الحضارات السابقة. كما عثر في المكان على ما يدل أن السكان كانوا يمارسون صناعة النسيج، والمنتجات الجلدية والأواني، إلى جانب مجسمات لكل الحيوانات التي كانوا يستأنسونها في ذلك الوقت. السكان امتهنوا صناعة النسيج والمنتجات الجلدية والأواني ومجسمات الحيوانات وأضاف " كل ما وجد يشير إلى رموز الثقافة العربية من (الفروسية، الصيد، القنص عبر الصقور أو الكلاب السلوقية، الخنجر العربي، رؤوس السهام). وأشار الغبان بأن أعمال المسح سوف تستمر في الموقع، مبيناً بأن الآثار المكتشفة سوف تقود لفترة أطول من العصر الحجري القديم، كما أنها تثبت جذور الخيل في الجزيرة العربية. وبيّن بأن الاكتشاف دل على أن سكان المنطقة كانوا يعيشون على نهر ينتهي بشلال ضخم وهي الفترة ما قبل التصحر أو ربما خلالها. كما وجدت حجرات مربعة بزوايا هندسية، ونسيج عمراني محكم البناء، مضيفاً "هذه الآثار تهم التاريخ الإنساني على وجه الأرض وليس فقط الجزيرة العربية. الاكتشاف دل على أن سكان المنطقة عاشوا على نهر ينتهي بشلال ضخم في الفترة قبل التصحر وأكد نائب الرئيس بأن القطع المكتشفة تعتبر الوحيدة على مستوى العالم حتى الآن التي تشير إلى فترة 9000 عام قبل الميلاد. وتتميز المنطقة التي يقع فيها الموقع بتضاريس خاصة، حيث تمثل نقطة التقاء هضبة نجد بأطراف المرتفعات الشرقية، ولذلك تنتشر فيها تكوينات جبلية قليلة الارتفاع تتخللها الأودية. وقد باشرت الهيئة العامة للسياحة والآثار استكشاف الموقع والبحث فيه في آذار (مارس) 2010م. وعثر الفريق الاستكشافي بالموقع على تماثيل لحيوانات متعددة - استأنسها الإنسان الذي عاش في هذا الموقع، واستخدم بعضها الآخر في نشاطاته وحياته اليومية، ومن هذه الحيوانات: الضأن والماعز والنعام، والكلب السلوقي، والصقر، والسمك والخيل. د. الغبان في المؤتمر الصحفي تحليل عينات الموقع تدل المواد الأثرية الموجودة بالموقع على أن فترة العصر الحجري الحديث، هي الفترة الأخيرة التي عاش فيها الإنسان في هذا المكان (9000) سنة قبل الوقت الحاضر، وإليها يعود تاريخ الأدوات الحجرية التي تم التقاطها من سطح الموقع ولتأكيد تاريخ الموقع، تم أخذ أربع عيّنات من المواد العضوية المحروقة من طبقات الموقع الأثرية وتم إرسالها إلى أمريكا لتحليلها في معامل خاصة بتحليل الكربون 14 لمعرفة تاريخ الموقع، وجاءت تواريخ العينات في بداية الألف التاسع قبل الوقت الحاضر. وتم تحديد التاريخ باستخدام تحليل درجة الكربون المشع، المعروف بتحليل كربون 14 ( C14 ) وهي تقنية تعتمد على قياس نسبة تقلص الكربون المشع في المادة العضوية عبر الزمن، كما تم إجراء الفحص على أربع عينات عضوية (عظام) مختلفة جمعت من أنحاء متفرقة من الموقع. وقد أعطت جميعها تواريخ متوافقة إذا ما أخذنا بمعامل الزيادة والنقصان -/+ 50 سنة. وعليه فإن العينات الأربع تراوحت في تاريخها ما بين 8110 إلى 7900 سنة قبل الوقت الحاضر. وتوجد بالقرب من الموقع مواقع أخرى أقدم تاريخاً يمكن نسبتها إلى العصر الحجري الوسيط. ويعد وجود تماثيل كبيرة الحجم للخيل في هذا الموقع مقترنة بمواد أثرية من العصر الحجري الحديث يرجع تاريخها إلى 9000 سنة قبل الوقت الحاضر، اكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي، حيث ان آخر الدراسات حول استئناس الخيل تشير إلى حدوث هذا الاستئناس لأول مرة في أواسط آسيا ( كازاخستان) منذ 5500 سنة قبل الوقت الحاضر. وهذا الاكتشاف يؤكد أن استئناس الخيل تم على الأراضي السعودية في قلب الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ بزمن طويل. ويوجد بالموقع حصن كبير الحجم مبني بالحجارة فوق تكوين جبلي يشرف على الموقع من جهة الشرق، وعلى الأراضي المنخفضة التي يصب فيها الشلال من جهة الغرب، وتوجد بداخل هذا الحصن حجرات مربعة ووحدات بنائية متعددة.