تألق الشاعر ياسر التويجري في دوحة الشعر الشعبي، وازداد تألقه مع قدرته الفائقة على المشاغبة في الشعر حتى المصالحة مع النفس، والتجلي في حالة متفردة من التوحد مع الجمهور من ذواقة الشعر وعدد من الشعراء. وعدد غير قليل من الحضور النسائي بينهن شاعرات ومثقفات ومتذوقات لهذا اللون من الشعر. توافدوا إلى مسرح المجمع الثقافي في أبوظبي، في أمسية شعرية. حتى غصت مقاعد المدرج الكبير بالحضور. أمسية مطرزة بالبسمة والنكتة والشعر الرائع، كان فارساً بلا منازع، أبدع في رسم صور غاية في الجمال والروعة. وما زاد من جمال وبهاء الأمسية. ماتميز به شاعرنا. الحالة المتميزة في الشعر الشعبي بامتياز. سرعة البديهة والنكتة الحاضرة. وقدرته الفائقة على ردم الهوة والرتابة بين فرسان المنابر والجمهور. وكان شاعرناً بحق أهلاً لكل تلك الصفات والمتناقضات في شاعر صادق مع النفس، فواح بالشعر العذب. ما إن يمتطي شاعرنا صهوة المنصة. الابه فارساً. يستعين بذاكرته فلاتخذله، ويغرف منها شعرا. في غاية الجمال، وتنقل في قصائده من واحدة إلى أخرى ويزيد عليها ما يطلبه جمهوره، فلا يعجز ومن ذاكرته يستحضر دون عناء وقدم في إحداها قصيدة رائعة في المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) وعدد فيها مناقبه وسيرته الطيبة التي عمت الأرجاء. وما اتصف به من حب للخير والعطاء فكان مثالاً للعطاء والمحبة والخير. ليقاطعة الجمهور بوصلة طويلة من التصفيق والتفاعل، وقد أبكى البعض منهم، لما يكنزه هذا الرجل من الوفاء ورد الجميل لذلك الفارس النبيل الذي رحل حين قال فيه: لأننا نعشقة عشق الرجال أهل الوفا والكار ولأننا نفقده لاجت سواليفه وطاريه بكوه الشرق والغرب البعيد وأحزان الأنصار وبكوه (هناك) في الدوحه ومسقط والسعودية ملاذ المنظلم أبو اليتيم مزبن المحتار خصيم العايل اللي مابعد بانت مواريه وتنقل منها إلى قصائد في الصيدو الفروسية والرحلات مع الصديق النبيل طائر الحر وصفات صقور الصيد النادرة وأخذ يرسم للجمهور صوراً شعرية غاية في الدقة والوصف، في لوحات بانورامية مشهدية كأنك تتابع مشهداً سينمائياً لفيلم وثائقي أنتجه المتخصص المبدع عبدالله المخيال في رحلات الصيد بالصقور في أحدى صحارينا المترامية الأطراف في جو ممطر ودافئ مع أصدقاء تحبهم وموسم تعشقة. ولم يفوت شاعرنا طبعاً العزف على حميمية العلاقة بين الصقار والطير والألفة التي تجمع الطرفين. في رحلات لاتشوبها شائبة مملوءة بالدفء والحنان والوفاء والإخلاص. وقد تفاعل الحضور الكثيف مع شاعرنا المبدع ياسر التويجري وطلبوامنه قصائد قيلت في شخص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسرعان ما أستجاب قائلا: إحترامي يالفريق الركن ياعز البلاد والتحية والسلام وكيف حالك يالعطوف وقفتك وانت بصورة والله أعلم فالعباد عندي أصلب من وقوف أهل المشالح والكتوف إلى أن قال في نص آخر: قدام يادرع اللوازيم قدام والدار وحدة من الرياض للفجيرة إليا أستوت روس الأوادم بالإسلام حنا ترانا كل.. ابونا عشيرة وقد انتقل فارس الأمسية (الظبيانية) إلى الشجون وخلجات النفس والعشق إلى القصائد الغزلية وانشد قائلا: لاتذبحيني بالعتب والمشاريه والله مابيدي سوى راس مالي معزتك وأيضا القصيد ومآسيه والضيف لاجا والحطب والدلالي وعن حلفي اللي قلت طير يعشيه كفه ليا بدت عليه الليالي يعني ثلاث أشياء أملك من التيه إلساني وقلبي وطخة عقالي! وقدم الأمسية الإعلامي والشاعر الإماراتي المعروف عارف عمر.