يا لهؤلاء المساكين من الأرامل والمطلقات والأيتام والمقاعدون والمتقاعدات الذين ضخوا الملايين في جيوب أصحاب المساهمات العقارية، فمنهم من باع ما وراءه ودونه ومن استدان من البنوك بفوائد ربوية ومن إخرج مدخرات (شقاء عمره) يحدوهم الأمل ويمنون أنفسهم بجني الأرباح من تلك المساهمات (الوهمية أو المتعثرة) سمها ما شئت، والتي لا يعلم ماهيتها إلا الله سبحانه وتعالى. إن تلك الأموال التي استحوذ عليها أولئك (المحتالين) وطاروا بها خارج البلاد ليستثمروها في مشاريع تدر عليهم الأرباح الوفيرة على حساب هؤلاء (المسحوقين) دون حسيب ولا رقيب غير مبالين بما فعلوه ب (ضحاياهم) وما زرعوه في نفوسهم من الهموم والأحزان. لكم الله يا غافلون يا من أوقعكم حظكم العاصر في براثن حفنة من البشر تجردوا من الإنسانية وعميت أبصارهم إذ لا فرق لديهم بين حلال وحرام، فيا ويلهم. وأين يذهبون؟؟ فلقد مضى على طرح تلك (المساهما) ما يزيد على الثماني سنوات دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل تعيد الطمأنينة إلى قبول هؤلاء المساكين الذين تحطمت آمالهم على صخرة الواقع المرير بعد ما ذهبت أموالهم إدراج الرياح وأيقنوا أنها لن تعود إليهم طالما أن (المحتالين) ينعمون بتلك الملايين ويتلذذون بشهدها. لقد شكلت عدة لجان من مختلف الأجهزة الحكومية أنيطت بها مهمة تصفية تلك المساهمات وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وحتى الآن لم تحرك هذه اللجان ساكناً ويبدو أنهم لم يعيروها أدني اهتمام. فيا للعجب العجاب! لقد بحت أصوات المساهمين لكثرة ما طالبوا وتكرار ما ناشدوا جهات الاختصاص باسترداد ولو رؤوس أموالهم ولكن لا من مجيب. (لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي) وبعد أن بلغ اليأس من المساهمين مبلغه باتوا يرددون (حسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا ونعم النصير). ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وكفى.