وهذا مقال آخر يضاف إلى غيره من المقالات الأخرى التي كتبتها مطالبا فك الارتباط بالدولار ، وقد استعرضتُ في بعضها رأي بعض الاقتصاديين، وأنا هنا أستعرض رأي اقتصاديين آخرين ، ويقول أحدهم من المختصين في الأسواق المالية العالمية إنه من المتوقع أن يصل حجم خسائر الاستثمارات السعودية في السندات الأميركية المبنية على الدين العام الأمريكي نحو 45 مليون دولار ، أي ما نسبته 20% من الاستثمارات التي تقدر بنحو 229 مليون دولار .. والمرء يتساءل ما الذي يضطرنا إلى الاستثمار في سندات نعلم سلفا أنها خاسرة ؟ ورأى الدكتور سامي عبدالعزيز النويصر أن الأزمة الأمريكية دفعت المستثمرين إلى التوجه للاستثمار، في الذهب الذي ارتفعت أسعاره ووصلت الأونصة إلى نحو 1700 دولار، أي بزيادة نسبتها 45% من بداية العام حتى تاريخه ، وإن المرء ليتساءل مرة أخرى : لماذا فوتنا هذه الفرصة الذهبية ، ولم نستثمر في الذهب ؟ وعن تأثير الأزمة على الاقتصاد السعودي أوضح الدكتور النويصر أن هناك تأثيرا مباشرا على مستوى الفرد ، فنجد مثلا أن الريال السعودي مرتبط بالدولار الأمريكي وفي حالة ضعف الدولار كما هي الحال حاليا ، ونحن دولة مستوردة لأغلب السلع والخدمات حيث يشكل استيرادنا من أميركا 16% بينما النسب الباقية 84 % تتوزع على دول أخرى ، وهذا مفاده أننا نستورد بقيمة أعلى من المفروض ، أي أننا نستورد التضخم ، وهذا ما كررته غير مرة ، أما عن تأثير الأزمة على الاقتصاد السعودي ، فيقول إن هناك استثمارات سعودية ضخمة في أمريكا في مجالات السندات الأمريكية ، وتحتل الاستثمارات السعودية المركز الرابع بعد الصين وبريطانيا واليابان ، وإذا كان هناك عذر للاستثمار الحكومي فما عذر الاقتصاد الخاص ؟