أبدى طبيب سعودي تخوفه الشديد من تسرب 90٪ من العاملات في القطاع الصحي وهجرهن للمهنة الطبية والفنية والتي أمضين فيها سنوات عديدة وبقائها في المنزل. وأرجع استشاري جراحة الصدر ورئيس وحدة جراحة الصدر بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض الدكتور محمد بن راشد العبداللطيف ان السبب يعود إلى أمور عدة أبرزها امتعاض الفتاة السعودية من طول فترة الدوام وهضم حقوقها المشروعة في العمل مستشهداً بنظام العمل والعمال الذي ينص على ان أي مؤسسة تشغل 50 فتاة تكلف بإقامة دار حضانة لأولاد الموظفات وهذا ما لا يوجد في أي منشأة صحية في المملكة غير مستشفى الملك خالد الجامعي والذي تكفل بها جمعية النهضة السعودية وتقفل أبوابها الساعة الثانية ظهراً وبعد هذا الوقت تلزم الموظفة بالاهتمام في طفلها. ووصف حقوق المرأة العاملة في القطاع الصحي بأنها ضائعة منذ زمن وحان الوقت لتدارك حجم المشكلة والتصدي لعزوف المرأة من المشاركة في خدمة المجتمع. وقال ل «الرياض»: إنني قمت بتجميع حقائق كثيرة للمرأة العاملة لا من ناحية المعاناة ولا من ناحية الحقوق الوظيفية الممنوحة لهن ولا من ناحية فائدة إنشاء نظام ينبع من الدين الإسلامي يخدم المرأة ويحرص على استمرار عطائها إلى عدم استمرارها بالعمل بدلاً من تركها للعمل بسببنا نحن. وحذر من الاستمرار في الوضع القائم حاليا وفي حال الاستمرار عليه فإن هناك تسربا متوقعا نحو 90٪ لأي سبب من الأسباب لعدم توافق العمل مع الحياة مطالبا بتخفيف ساعات العمل ويتساءل الدكتور العبداللطيف هنا بمساواة المرأة بالرجل في عدد ساعات العمل؟ حيث الرجل يختلف عن المرأة في هذه المسألة حيث الكثير من العاملات ربات بيوت ولديهن أولاد يحتاجون التربية والتدريس والعناية وفي حالة تقليل ساعات العمل لهن لا تحدث المشاكل الأسرية بحيث لا تتجاوز من أربع إلى ست ساعات بدلاً من دوامها عشر ساعات. وأوضح أن كثيرا من العاملات يقمن الساعة السادسة صباحاً لايصال أولادهن عند الجدة مثلا أو أي مكان آخر وهنا تستقدم سائقاً لغير العمل وهذا يزيد من حركة المرور وبالتالي زيادة الحوادث وتلوث الرياض، وقال لقد ناقشت الموضوع من عدة جوانب فكون العاملة تأتي من المنزل مباشرة بصحبة أطفالها وبقائه بجانبها وهذ حل جديد ومريح وغير الحضانة يأتي مثلاً ساعات العمل بحيث تقسم إلى فئات فمثلاً فئة المناوبات الليلية ولو استمر الحال ومهنة التمريض قادمة سيحدث مشكلة كبرى في وجود تنقلات للفتيات في أواخر الليل مع السائقين وهذا ما يسبب بعض القضايا الأمنية فمثلا عند رفع فترة الدوام المتأخرة يقبل عليها الشباب وتلقائيا نكف بهذه الطريقة الخطر عن المرأة بتنقلها ليلاً ومن فوائد تقسيم ساعات العمل كذلك إيجاد فرص وظيفة أكثر للفتيات والأولاد أيضاً. ويشير الدكتور العبداللطيف إلى اهمال تطبيق الأنظمة على المرأة بالعمل وهذا حق لهن مثل تقيد لباس عمل المرأة في العمل الصحي حتى أصبحت مثل دور الأزياء فترى اللباس والمكياج الفاتن والروائح الفواحة وهذا أساء سمعة العاملات في المنشأة التي يقع فيها مثل هذه التجاوزات ويطالب بتطبيق توجيه الدولة في لباس القطاع الصحي وعدم إظهار الزينة. وهنا يقترح الدكتور بدمج ساعات الرضاعة مع ساعة الغداء فبدلاً من خروجها من الدوام الساعة السادسة مساء تخرج الساعة الرابعة عصراً وأيضاَ الشهر الأخير قبل الوضع تعطى إجازة أمومة وهي أطول مما هو معمول به في المملكة وكذلك إجازة الرضاعة والتي توجد بالدول العربية مختلفة عن الوضع القائم لدينا فالعاملة قد ترضع سنتين بدون مرتب وهذا غير موجود وبالتالي هذه الأمور تهدد بزوال المرأة سريعاً من العمل بالقطاع الصحي.