استكمالاً للموضوع الخاص بتأثير حكايات الجدات أثناء مرحلة الطفولة (سابقاً) - أي قبل تلك الثورة التكنولوجية التي نعيشها على صغار السن والنشء، واطلاقنا عليه (سينما الخيال) لدى الجدات في فتح آفاق الخيال لدى الأطفال، وتحفيزهم على التفكير وأثرها الإيجابي على مستقبلهم، يذكر الزميل الدكتور خالد المنيع استشاري طب الأطفال: أن الذاكرة هي قدرة الإنسان على تخزين وتذكر المعلومات والاحتفاظ بها، وتعتبر الذاكرة أكثر نشاطاً وتطوراً خلال مرحلة الطفولة، وقد يستطيع الإنسان تذكّر أشياء بصرية مرت عليه في لحظة من لحظات حياته، وقد يميل أشخاص آخرون إلى تذكر أحداث صوتية مرت على مسامعهم، يلحظ ذلك أبناؤنا الطلبة والطالبات فالبعض منهم يتذكر المعلومة بشكلها في الكتاب ومكانها في الصفحة اليمنى أم اليسرى، وهل هي في أعلى الصفحة أم في أسفله؟ بينما نجد آخرين يتذكرون المعلومة من خلال سماعهم لها من المعلم أو المعلمة.. الذاكرة مثلها مثل بقية القدرات العقلية تنمو وتتطور مع تقدم عمر الطفل تكون الذاكرة في سنيّ الطفل الأولى عبارة عن ناسخ دون فهم للحدث فيما تكون مقرونة بالإدراك عندما يكبر الطفل. تعتمد ذاكرة الطفل على الأشياء المحسوسة لذا فإن أفضل وسيلة لتعليم الطفل هو استعمال مجسمات أو وسائل إيضاح تساعد الطفل على ترسيخ المعلومة وسرعة استردادها وقت حاجتها، يقول باحثون أميركيون في إحدى الدراسات العلمية نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية: إن هذا النمو لا يرجع فقط إلى ازدياد الخبرة، بل يرجع أيضاً إلى زيادة القدرة الاستيعابية لعقول الأطفال في عامهم الثاني، وتلك وسيلة من وسائل التعلم التي تبقى، وهذا من الموروثات الاجتماعية التي يجب أن تُفعّل بشكل يتناسب ومعطيات هذا العصر الذي نعيشه، أي لغة القصة ونوعها وتفاصيلها وأحداثها، لأن عقل الطفل ومساحة المعرفة لديه اختلفا عن الماضي بشكل كبير جداً، فضلاً عن التزاحم التكنولوجي والفضائي ووسائل الاتصال الحديثة التي أضحت جزءاً من حياتنا جميعاً، وخاصة مع انشغال الأمهات وجدات المستقبل في عصرنا الحاضر عن أبنائهن في أمور كثيرة قد تكون مهمة وضرورية، وقد تكون عكس ذلك وهي الأكثر..، مع أن تلك الجلسة للأم مع أطفالها أو بين مجموعة أطفال وهي تحكي وتتحدث وتقصّ عليهم الحكايات فيها نوع من الألفة والمودة والحميمية، إذاً لها فوائد متعددة نفسية واجتماعية وثقافية وأسرية، والأمر ليس مجرد حكاية فقط بل تتعدى ذلك من أجل جمع الروابط وتنشيط العلاقة الأسرية التي أصبحت أكثر بُعداً عن السابق للأسف لاشديد.. وكانت الجدات من وسائل تقوية الروابط لذا لابد من إعادة أدوارهن الرائعة.. أخيراً يجب أن نهدي باقة ورد ونسطر رسالة شكر وحب وحنان ونطبع قبلة على رؤوس جداتنا، وأن ندعو لهن بالصحة والعافية وطول العمر على الخير والصلاح، وندعو بالرحمة والمغفرة لكل من رحلت عنا ونسأل الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، على كل ما قدمنه لنا في مختلف مراحل حياتنا.