تضاربت الأنباء أمس حول قرار للحكومة المصرية بسحب السفير المصري لدى (إسرائيل) ياسر رضا، على خلفية استشهاد عسكريين مصريين في عدوان جوي إسرائيلي على الحدود. وقال مصدر صحافي بمجلس الوزراء المصري أمس ليونايتد برس انترناشونال إن البيان الذي أصدرته لجنة إدارة الأزمات المنبثقة عن المجلس ذكرت ببيانها قرار تكليف وزير الخارجية محمد كامل عمرو استدعاء السفير الإسرائيلي لدى القاهرة لإبلاغه احتجاج مصر على مقتل جنودها وطلب فتح تحقيق عاجل وتقديم اعتذار رسمي لمصر. ورجّح المصدر أن يكون ثمة خلط حدث بين استدعاء السفير الإسرائيلي، وبين "سحب السفير المصري" وهي عبارة لم ترد بالبيان. وقد التزم مجلس الوزراء المصري الصمت حيال ذلك التضارب الذي وقعت فيه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ولم يوضح المجلس حقيقة الموقف من خلال أي وسيلة اتصال بالصحافيين. وكشف المصدر ذاته أن مواقع الكترونية نسبت خبر "سحب السفير المصري من تل أبيب" إلى الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصري على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وهو ما لم يحدث تماماً. وفي السياق ذاته نقل الموقع الالكتروني لصحيفة "الأهرام" المصرية أمس عن مصدر وصفته بالمطلع قوله "إن بيان مجلس الوزراء الصادر بعد منتصف الليلة قبل الماضية لم يرد به ما يفيد سحب السفير المصري من (إسرائيل)، مشيراً إلى وجود سوء فهم لدى من نقل الخبر من بيان المجلس بين استدعاء السفير الإسرائيلي، وبين سحب السفير ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن وزير الاعلام اسامة هيكل قوله ان خمسة مجندين مصريين قتلوا داخل الاراضي المصرية بسبب تبادل إطلاق نار كثيف بين القوات الاسرائيلية والعناصر المسلحة داخل الاراضي الاسرائيلية". وقالت مصادر امنية ان ضابطا مصريا واربعة جنود قتلوا واصيب اخرون على الحدود الخميس بعد ساعات من فتح مقاتلين- يعتقد انهم دخلوا فلسطينالمحتلة من مصر- النار على حافلات وسيارات في اسرائيل ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص. وكانت مصر استدعت سفيرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2000 احتجاجا على "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية. وتعهد الجيش الاسرائيلي التحقيق في الحادث وابلاغ مصر بما يخلص اليه التحقيق. وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجمعة "سنحقق في المسألة بدقة ونطلع الجانب المصري على النتائج اولا بأول". وقد تظاهر آلاف المصريين خارج السفارة الاسرائيلية في القاهرة مطالبين بطرد السفير الاسرائيلي. وتجمع المتظاهرون امام المبنى المحاذي للسفارة وهتفوا "سيناء، سيناء، لتسقط اسرائيل، الشعب يريد انزال العلم (الاسرائيلي)، اطردوا السفير". ومن جانبه قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف ان "دم الانسان المصري اغلى من ان يذهب بلا رد". وقال شرف في رسالة نشرها على صفحته الرسمية على فيسبوك "إن ثورتنا المجيدة قامت كي يستعيد المصري كرامته في الداخل والخارج. وما كان مقبولا في مصر ما قبل الثورة، لن يكون مقبولا في مصر ما بعد الثورة" في اشارة الى الاطاحة بنظام حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي. الى ذلك، اتهمت الجامعة العربية (إسرائيل) بمحاولة تصعيد التوتر في المنطقة ودق طبول الحرب من أجل لفت الأنظار بعيدا عن استحقاق سبتمبر حيث يتوجه العرب والفلسطينيون للأمم المتحدة من أجل نيل العضوية الكاملة للأمم المتحدةلفلسطين. وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح امس إن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين اليوم سوف يناقش الاعتداء الإسرائيلي على الأرض المصرية والفلسطينية. وأضاف "أننا كنا نتوقع هذا العدوان وأن تعمل إسرائيل على إحداث التوتر في المنطقة ، إذ أنها كانت تبيت لهذا العدوان مع اقترابنا من موعد استحقاق سبتمبر من أجل خلط الأوراق ، لافتا إلى أن هذه سياسية إسرائيلية قديمة إذ كلما كانت تواجه إسرائيل مأزقا سياسيا داخليا تلجأ للحرب والتوتر لشد الانتباه.