قد تعتقد ان الفكاهة الصارخة التي تنشرها مجلة «Placebo Journal» التي تفصل وتسخر من التصرفات المستهجنة والغريبة ولكن الحقيقة لمهنة الطب ينبغي ان تبقى محصورة ضمن خصوصية جدران المستشفيات وعيادات الأطباء. الا ان مؤسس المجلة ورئيس تحريرها الدكتور دوغلاس فاراغو يريد ايصالها الى جمهور اوسع من القراء مراهناً على ان المرضى والأطباء على حد سواء يضحكون ويتقززون من القصص عن الالتهابات كريهة الرائحة وأنهار من القيح العفن والأغراض الغريبة في ثقوب الجسد والنفخة المزمنة. وكتاب فاراغو (المدونات الوهمية) «The Placebo Chronicles» هو توليفة من النكات والطرائف والصور والإعلانات الزائفة من المجلة التي اسسها طبيب العائلات قبل خمس سنوات. هدف المجلة التي تشبه مجلة «Mad» مخصصة للأطباء هو تسليط الأضواء على المشاكل التي يواجهها الطب والضحك لها في نفس الوقت. ان اكثر من نصف المشتركين بالمجلة والذين يتراوح عددهم بين 5,000و6,000 مشترك هم اطباء، والباقون من الممرضات والممرضين وممثلي شركات الأدوية والآخرين من دخل ميدان العناية الصحية. ومقابل هؤلاء يأمل فاراغو بأن يجتذب الكتاب القراء من خارج ميدان الطب للاستمتاع والتسلية بالفكاهة الصبيانية والنظرة الساخرة من داخل اطار المهنة. ويقول فاراغو: «انني اقدم جواز مرور من وراء الكواليس الى حفلة روك طبية وأعتقد ان ذلك مفيد للطب في المدى البعيد. وإذا كنت اقدم للطب حقنة معوية فلا بأس في ذلك ولا يزعجني الأمر». ويؤكد فاراغو ان تعجب العامة بالأطباء له حدود، والشاهد على ذلك مختلف المسلسلات الطبية الناجحة على شاشات التلفزيون: «وكل امرئ يريد ان يرى ماذا يجري في حياة الطبيب.. لدينا هذه الحشرية المرضية». ويعترف فاراغو ان هجومه الساخر على الطب يخلط بينه وبين مسلسل «ماركوس ويلبي» الذي يلقي نظرة متسامحة، ويقول: «اعتقد انه مادة عظيمة يداعب نياط القلب. الا اننا نقدم جانباً آخر - الجانب الحقيقي». الروايات الجديدة عن «بلاسييو جرونال» عرفت البعض من مرضاه على الجانب الهزلي في شخصيته، الا ان المجلة لا تدخل قاعة الانتظار في عيادته، وهي مجلات رياضية واجتماعية مصورة بمعظمها. ويقول فاراغو: «لا اخاف من وضع مجلتي هناك، الا انني لا اريد ان يعتقد البعض انهم يشكلون مادة لها». ومع ذلك عندما يثير احد المرضى الموضوع معه يضحكان بصوت عال معاً، وقد لا يتوانى عن رواية بعض القصص المفضلة لديه. لاري سرجنت هو احد مرضى فاراغو منذ ثلاث سنوات. وقد علم عن المجلة من شخص من خارج مهنة الطب. وفي زيارته التالية لعيادة الطبيب ارشدته الممرضة الى موقع المجلة على الانترنت. ومنذ ذلك الوقت اصبح مشتركاً فيها ومن المعجبين بهزلية الطبيب غير الاعتيادية. ويقول سرجنت الذي يعترف انه لا يفهم بعض ما يقرأه لأنه لا يعرف معنى العديد من المفردات والتعابير الطبية: «اعتقد انها (المجلة) مكان عظيم ليرى من هم خارج المهنة امثالي ماذا يفعل الأطباء». والى جانب المجلة والكتاب وموقع الانترنيت ينشر فاراغو (40 سنة) ايضاً نشرة «Placebo Gazette» التي تصدر مرتين في الشهر، مجاناً على الخط المفتوح، ويعد مونولوجات اذاعية لإذاعته الخيالية WKOM (العبارة تعني «ملك الطب»). ويسهم مئات الأطباء في البلاد بمعظم المواد التي ينشرها فراغو، الا انه يتفرد بتحريرها. والمبادئ التي يعمل فاراغو على اساسها بسيطة: القصص يجب ان تكون حقيقية ولا يجوز ان تروي اي اذى يلحق بمريض، كما يجب ألا تشكل اي قصة انتهاكاً لقانون السرية بين المريض والطبيب. ويعكف فاراغو - المتزوج وأب لثلاثة اطفال، والذي يخصص اوقات فراغه من مزاولة الطب لإعداد منشوراته - على تأليف كتاب جديد عن ذكرياته في الطب منذ خمس سنوات، وهو كتاب مذكرات يجمع بين الهزل وبين جدية مهنة الطب. وتوجه كتابات فاراغو السهام الى نظام الصحة العامة وشركات الأدوية وشركات التأمين ضد الأخطاء الطبية. الا انه يخشى ألا يحصل على ما يكفيه من المعلومات السلبية، وخاصة من الأطباء المتعجرفين الذين قد لا تعجبهم لهجة المجلة». ويقول فاراغو انه يأمل ان يصل كتابه الجديد الى «هؤلاء وينفش ريش بعضهم».