من المؤسف أن يكون "مرتضى" ضحية خطأ طبي حدث له ليجعله مقعداً على كرسي العجز، بعد أن توقف به اللعب والمرح والذاكرة الجميلة لبيوت الحي التي كان يلتقي فيها بأصحابه ليلعب معهم ، فقد أصيب "مرتضى" بوعكة صحية استدعت إعطاءه من قبل أحد الأطباء حقنة خاطئة في العامود الفقري أدت فوراً إلى تقوسه بشكل حاد ما تسبب في ضغط شديد على الصدر أدت إلى صعوبات في التنفس يستلزم معها اصطحاب جهاز تنفس صناعي أينما اتجه، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياته ولازمة ضرورية لعيشه دون مشاكل، كما ألزم هذا الخطأ "مرتضى" ذا الثلاثة عشر عاماً سرير المرض والانتظار في أن يمن الله عليه بالشفاء على يد حانية في ظل تهالك حال أسرته التي تسكن محافظة ضمد. وتسرد أم "مرتضى" حكاية الوجع تلك، متألمة حينما تشاهد ابنها لا يقوى على قضاء أبسط أموره الشخصية، معتمداً عليها في كل شيء، حيث ذكرت أن الخطأ الطبي الذي تعرض له في سن الثالثة هو السبب في معاناة العجز تلك -بعد إرادة الله- فالتقوس في العمود الفقري لديه يزداد سنة بعد سنة. وتشتكي "أم مرتضى" ضيق ذات اليد وتكالب الظروف الصعبة على كاهل أسرتها ما بين إيجار متأخر متراكم، ومتطلبات توفير العلاج لابنها وقوته وقوت بقية أسرته، خصوصاً مع حاجة "مرتضى" إلى السفر الدائم لمراجعة مدينة الملك فهد الطبية بالرياض؛ فهي أم مكلومة، وصبي عاجز ينتظر بعين الأمل أن تمتد يدٌ من أيادي الخير وتنتزع ألمه، وتزرع بداخله بسمة أمل وفرح، ليبدأ حياته من جديد يحمل أمه المشفقة، ويلملم قوت أخوته الذين تركهم الأب ورحل إلى رحمة الله، ولا عائل إلاّ أم ضعيفة تدعو الله عز وجل أن يوجد لابنها الصغير المريض من يتكفل بعلاجه ، خصوصاً أن علاجه قد يكون أفضل حينما يخضع له خارج المملكة كما أفادها أطباء. "مرتضى" بحاجة إلى برنامج تأهيل خاص يمكنه من العودة إلى حياته الطبيعية، وتتوجه "أم مرتضى" إلى أهالي الخير أن يمدوا أيديهم ليزرعوا البسمة على شفتي وليدها المنتظر، ويمنحوه بعد الله فرصة أن يكون فاعلاً يحقق أمنياته وأمنيات أمه المسكينة.