يواجه المواطنون في قطاع النقل بكافة أنواعه حرباً شرسة يقودها من طرفين "العمالة الوافدة" و"المواطن المتستر"، حيث وجد الكثيرون أن النقل يحقق أرباحاً كبيرة؛ فقرر من يبيع ويشتري في التأشيرات أن يشتري سيارة صغيرة أو شاحنة كبيرة أو متوسطة وإعطائها بالتقسيط لوافد على الكفالة، أو حتى بدون كفالة. "الرياض" زارت أسواق الحراج بحي النسيم الشرقي بمدينة الرياض لتقف على حال المواطنين -ومنهم الطالب والموظف والمتقاعد- ممن يقفون في الهواء الطلق، بينما الأجانب يعملون بأسعار محدودة!؛ بفضل غياب الرقيب وانتشار العمالة التي تتكاتف ضد المواطن. ومن خلال جولة "الرياض" داخل السوق وجدنا أنّ الكثير من سائقي النقل المتوسط والصغير مستاؤون من تهاون جهات معنية لحمايتهم من الاستغلال وضياع فرص عملهم، وكذلك تبين أنّ العديد من العاملين في محلات بيع الأثاث يقومون بالاتصال بأصحابهم في حال الرغبة في نقل أثاث رغم وجود العشرات من السائقين السعوديين أمام عرباتهم حول المحل. تحسين الدخل بداية التقينا "فهد حمود الحربي" الذي تقاعد من عمله وهو أب لثمانية أطفال ويسكن في بيت إيجار، فقرر عندما وجد أن الراتب التقاعدي لا يكفي لسد حاجات ومتطلبات عائلته "3800 ريال" شراء شاحنة صغيرة بالتقسيط أيضاً؛ للعمل في مجال النقل وتسديد ذلك من خلال مكاسب كان يتوقعها والرغبة تحدوه لتحسين وضعه ومجابهة المعيشة وغلائها المتزايد، في حين أنّ "قاسم الحميدي المطيري" أنهى الثانوية العامة وترك أسرته في عفيف للبحث عن العمل قبل أكثر من ثلاث سنوات، حيث استقر به الحال في سوق النقل راكباً وانيته الصغير لترحيل الأثاث والأجهزة داخل العاصمة، وبين مدن المملكة محققاً مكاسب، معتقداً أنها ستغنيه عندما وجد نفسه مالكاً لمبلغ أكثر من خمسة آلاف ريال شهرياً، وبدأ في إرسال تحويل مالي لأسرته ناقلاً لهم البشرى بنجاحه في العمل مستقراً في منزل يدفع شهرياً أكثر من ألف ريال، ولم يعد يفكر في الوظيفة ولكن الحال تغير منذ أربعة أشهر بسبب المنافسة الشرسة من العمالة الوافدة. محمد ماطر ضرب الأسعار والتقينا "مسفر العتيبي" -موظف-، وقال: إنني أبحث عن تحسين دخلي من خلال البيع والشراء في السوق من أثاث ومستلزمات، حيث يحتاج الكثير منها للنقل عبر شاحنات إلى مساكن الزبائن، ومن يشتري يبحث عن الرخيص ويجد العمالة التي دخلت معلنة حرباً على السائقين السعوديين بضرب الأسعار بشكل كبير؛ لأنها ملزمة بدفع مبالغ كبيرة لكفلائهم نهاية كل شهر إضافة لدخولهم مجال البيع والشراء دون رقيب، وعندما يأتيهم الزبون السعودي فإنهم يبادرون بطلب الإثبات. العمالة سائبة وأوضح "فالح الحربي" أنّ السوق فيه خير كثير لو تم ضبطه وإبعاد العمالة السائبة وكثير من الشباب لو دخله سيحقق مبالغ مالية تغنيه عن الوظيفة، أما "عمر شايم"، فقال: أنهيت الثانوية وظللت عامين عاطلاً عن العمل فأحببت سد حاجتي من خلال وانيت نقل صغير، وكانت فرصة ذهبية ولكن كل "ما طولت" في السوق، حيث أجد مضايقات من العمالة الذين يجرون التنسيق بينهم البين لمساعدة أبناء جلدتهم، مضيفاً: أنا متواجد في السوق من بعد العصر وحتى آخر الليل، وتمر أيام دون أن يدخل جيبي ريالاً واحداً عكس الشهور الأولى، فالحال تبدل منذ سبعة شهور وأصبحت المضايقات تكثر ولو تم تنظيف السوق من العابثين به لاستغنى الكثير عن البحث عن الوظيفة.. قاسم المطيري بدون رقيب ومن جانبه أشار "مسعد سعد" إلى أنّ راتبه التقاعدي "2700 ريال" ويعتبر السوق مصدراً لدخل إضافي لتغطية الإيجار لمنزله والمصاريف لأسرته، في حين يبيع ويشتري "حمد النفيعي" في الأثاث المستعمل، حيث إنّ طول مدة عمله بالسوق لطختها العمالة الوافدة بدخولهم دون رقيب أو حسيب، من خلال شرائها وبيعها من تحت الطاولة بغطاء سعودي من بعض المتنفعين من الكسب السهل بكفالتهم لهذه الفئة، مقابل مبالغ كبيرة وفي كثير من الأحيان زهيدة على حساب السعوديين الذين يعملون بالمجال نفسه بشكل ميداني يومي بحثاً عن لقمة العيش أو تحسينها، أما "محمد ماطر" -55 سنة- فيقول: لا دخل له إلاّ من هذا السوق والسنوات الطويلة فيه، حيث ستضيع من استمرارية بقاء العمالة السائبة التي تلعب في السوق وتحارب السعوديين بشكل علني بتكاتفهم مع بعضهم البعض. الخير كثير وفي مكان آخر جلس "عبدالله الحربي" منذ أربعة أيام لم تتحرك شاحنته، مشيراً إلى أنّ العمالة الوافدة بدأت منذ سبعة شهور تتكاثر في النقل داخل السوق، حيث لا أحد يمنعها رغم أنّ الخير كثير، ومن يعمل ويشتغل هنا لا أعتقد أنه سيحتاج لعمل آخر فقط إذا أعطيت الفرصة ومنع التسرب والتجمع العمالي ومضايقة السعوديين، ومن جانبه يرى "دخيل العتيبي" أنّ المداهمات الأمنية لو تمت في السوق وحضور متكرر للجوازات؛ ليتم حفظ حقوق المواطنين الذين يجدون في العمل الحر كسباً يغنيهم عن أشياء كثيرة، وبتنظيم أكثر من خلال ردع المخالفين ومعاونيهم. مواطنون متضررون يتحدثون عن معاناتهم للزميل الزلامي عمالة تنتظر الزبائن وتنافس المواطن في رزقه «عدسة - نايف الحربي» عمالة سائبة تسيطر على السوق من دون رقيب مواطنون ينتظرون الفرج وتدخل الجهات الأمنية لمتابعة العمالة المخالفة