لكل حي من الأحياء السكنية كيان يمتاز به عن الأحياء الأخرى، حيث نجد هناك اختلافاً وتمايزاً بين أسعار المساكن والأراضي من حي إلى آخر، ويعود ذلك في الغالب لتميز موقع الحي، وتوفر الخدمات وفي الحقيقة نعاني كثيراً وندفع الغالي والنفيس من أجل الحصول على مسكن ملائم في محيط بيئي مريح وآمن، لكننا غالباً ننصدم بأن كثيراً من هذه الأحياء السكنية تشيخ وتهرم بسرعة، ويتلاشى بريقها تدريجياً خلال فترة زمنية قصيرة وتتحول بين عشية وضحاها إلى أحياء متدهورة عمرانياً، وتقل في الوقت ذاته قيمتها العقارية بمجرد السكن فيها، نتيجةً لتدهور مظهرها العام وانعدام مظاهر التحسين والصيانة العمرانية لشوارعها ومبانيها السكنية، وإحلال ساكنيها بعمالة وافدة وتحول مساكنها إلى مستودعات تخزين لبضائع مختلفة أو مقار لشركات ومؤسسات تجارية، بينما هي في الدول المتقدمة تكون رمزاً للحضارة، وقيمتها العقارية تزداد ولا تنقص مع مرور الزمن. هذه الظاهرة المتكررة بحاجة لأن تدرس بشكل جاد من أجل إيجاد آليات وهياكل جديدة لتأطير مفهوم الاستدامة للبيئة العمرانية في الأحياء السكنية، والعمل كذلك على إيجاد حلول دائمة لإدارة وصيانة الأحياء السكنية حتى ولو تم فرض رسوم رمزية من قبل الساكنين في تلك الأحياء مقابل توفير شركات تقوم بصيانة وتشغيل الأحياء السكنية. * متخصص في التخطيط العمراني