عاش الاتحاد السعودي لكرة اليد في الموسم المنصرم على مستوى المنتخبات الوطنية موسماً يمكن ان يوصف بموسم استراحة المحارب، وذلك بعد موسم عاصف عاشه في العام الماضي خصوصاً بعد فشله في بلوغ كأس العالم 2011 التي استضافتها السويد؛ إذ تسبب عجزه عن تحقيق إحدى بطاقات التأهل الثلاث في بطولة آسيا التي استضافتها بيروت في العام 2010 في غيابه عن التظاهرة العالمية الكبرى، بيد أن الهدوء الذي عاشه الاتحاد على المستوى الفني لم يكن كذلك على المستوى الإداري؛ إذ شكل الموسم المنصرم بداية مرحلة جديدة في عمر الاتحاد الذي تم تشكيل مجلس إدارته في العام 2008، وذلك باستقالة رئيسه الدكتور سلمان السديري من منصبه في مارس الماضي وتعيين نائبه عبدالرحمن الحلافي في منصبه، وهو ما أدى إلى إعادة رسم خارطة الاتحاد من جديد. المشاركات الخارجية على مستوى المشاركات خلت أجندة الاتحاد من أية مشاركات على مستوى المنتخب إن على المستوى الخليجي أو الإقليمي وكذلك العالمي، فيما عدا مشاركته في دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها غوانزو الصينية، حيث كان منتخب اليد واحداً من المنتخبات التي مثلت الرياضة السعودية في الاستحقاق الآسيوي الحاشد في نوفمبر الماضي، وخرج من مولدها الكبير بلا حمص بعد اكتفائه بالمركز الرابع رغم تأهله إلى الدور نصف النهائي بعد حلوله في المركز الثاني في مجموعته خلف اليابان، غير أن مواجهته لكوريا الجنوبية بددت أحلامه في العبور للنهائية بعد أن مني بخسارة ثقيلة ليواجه نظيره الياباني مرة ثانية؛ ولكن هذه المرة للمنافسة على الميدالية البرونزية التي خسرها أيضاً. وبينما عاد المنتخب من غوانزو خالي الوفاض كان فريق مضر قد سبقه إلى تمثيل كرة اليد السعودية في البطولة الآسيوية التي استضافتها بيروت في سبتمبر 2010، ونجح رغم شح إمكاناته في العودة بلقب (وصيف البطل) بعد خسارته في المباراة النهائية من المستضيف فريق السد اللبناني، وفعل ذات الأمر فريق الوحدة الذي شارك في البطولة العربية التي استضافها في مكةالمكرمة إذ حل وصيفاً خلف الأهلي المصري. وخليجياً غابت المشاركة السعودية في البطولة الخليجية التي استضافتها الدوحة في فبراير الماضي بعد اعتذار النور عن المشاركة. ترتيب الأوراق وفي وقت كان يتوقع فيه العارفون ببواطن الأمور أن يجد رئيس الاتحاد الجديد عبدالرحمن الحلافي صعوبة في ترتيب أوراق الاتحاد المبعثرة في غير جهة؛ خصوصاً وأنه قد استلم تركة مثقلة بأعباء كثيرة إن على المستوى الداخلي أو الخارجي، إلا أنه فاجأ الجميع باتخاذه قرارات تصحيحية كبيرة ساهمت بقوة في تمهيد طريقه في سكة النجاح المتوخى. أول هذه القرارات كان العمل على الاستفادة من كل قيادات اللعبة وكوادرها، فكان التنسيق واضحاً بينه وبين عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي ومدير عام المنتخبات السعودية السابق نصر هلال وهو خبير كرة اليد؛ إذ أسفر هذا التنسيق في اتخاذ أهم خطوة في الطريق الصحيح، وهي تصحيح العلاقة مع الاتحاد الآسيوي، وهي التي شابها الكثير من الشوائب في السنوات الأخيرة ما أسفر عن توتر في العلاقة بين الجانبين، إذ نجح الحلافي من خلال زيارة قام بها إلى الكويت حيث مقر الاتحاد الآسيوي في إذابة جليد الخلافات، وإزالة جدار القطيعة بين الاتحاديين. الفوز باستضافة الآسيوية وإذ نجح رئيس الاتحاد السعودي الجديد في تعبيد طريقه نحو الاتحاد الآسيوي، فقد لحق ذلك كخطوة ثانية قراره باستضافة السعودية لبطولة آسيا ال 15 المؤهلة لكأس العالم في السويد، وذلك بعد ان قدم ملفاً ضخماً منافساً به خمسة ملفات أخرى تقدمت للفوز بالاستضافة؛ لينجح في اقناع مسؤولي الاتحاد الآسيوي بأن الخيار السعودي هو الأفضل بين كل الخيارات ليكون قرار الاستضافة للبطولة القارية الكبرى أول انجاز يحققه اتحاد اليد في عهده الجديد، ولتكون مدينة جدة على موعد مع استضافة حدث قاري كبير نهاية يناير من العام المقبل. إعادة الهيكلة وكانت الخطوة الثالثة في عمل الحلافي هي إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي للاتحاد إذ تم تعيين تركي الخليوي نائباً له، وهو الذي كان قد استقال قبل ذلك بشهور من منصبه كأمين عام، وليعين محمد المنيع أميناً عاماً للاتحاد ومتحدثاً رسمياً عنه، ومحمد الدخيل أميناً للصندوق، ومحمد العجلان رئيساً للجنة الحكام، وإحسان الجشي مديراً عاماً للمنتخبات، وعلى مستوى المنتخب الوطني الأول فقد تم تعيين هاني هلال مديراً للمنتخب. صراع محلي على صعيد المنافسات المحلية فقد توزعت بطولات الموسم على مستوى أندية الدرجة الممتازة على ثلاثة فرق، إذ كان الدور من نصيب مضر، أما الكأس فحققه الأهلي، بينما ظفر النور ببطولة النخبة. وفي دوري أندية الدرجة الأولى حقق العربي بطولة الدوري، وصعد لأندية الدرجة الممتازة ورافقه فريق الابتسام الذي حل وصيفاً وتبعهما فريقا الصفا والمحيط عقب فوزهما على فريقي القادسية والجيل في الدورة الرباعية لإكمال عدد الأندية الممتازة إلى 12 فريقاً. المشاركات المقبلة وفي حين لم يشارك المنتخب السعودي الأول في الموسم المنصرم في أي بطولة سوى مشاركته في "أسياد غوانزو" فإن الموسم المقبل ينتظره بمشاركات عديدة، إذ سيدشن موسمه بالمشاركة في دورة الألعاب الخليجية في البحرين في أكتوبر المقبل، وذلك قبل أن يشارك في التصفيات الآسيوية المؤهلة لاولمبياد لندن والتي ستقام في سيؤول في أكتوبر المقبل، ومن ثم سيشارك في دورة الألعاب العربية ال 12 والتي ستقام في الدوحة في ديسمبر المقبل، ليختتم موسمه بالمشاركة في بطولة آسيا ال15 المؤهلة لبطولة العالم في أسبانيا والتي ستستضيفها جدة في يناير من العام المقبل. * المنيع: موسمنا المحلي ناجح بامتياز وآمالنا كبيرة لبلوغ مونديال إسبانيا: أكد الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة اليد محمد المنيع بأن الموسم الماضي كان ناجحاً بكل المقاييس من ناحية أجندة الموسم، مشيراً إلى ان تقاسم ثلاثة أندية لكعكة البطولات يؤكد ذلك. وقال: "تنوع المنافسين يدلل على قوة الاستحقاقات المحلية، فمضر ظفر بالدوري، والأهلي حقق الكأس، والنور احتفظ بلقب النخبة، فيما كان الخليج والوحدة منافسين شرسين على الألقاب، وهذا يدل على قوة اللعبة محلياً". وأضاف: "على صعيد المنتخب لم نشارك سوى في "أسياد غوانزو" ورغم خروجنا بالمركز الرابع إلا أننا كنا نستحق الميدالية البرونزية على أقل تقدير لولا غياب بندر الحربي ومناف آل سعيد وهما اللذان يمثلان مركز الثقل في المنتخب على مستوى الخبرة والقوة". وشدد المنيع على أن الموسم المقبل سيكون اختباراً حقيقياً للمنتخب إذ سيشارك في أربعة استحقاقات صعبة إقليمياً او قارياً، مؤملاً بأن ينجح المنتخب في الظهور بالمستوى الذي يليق به، خصوصاً من جهة الظفر بإحدى بطاقات التأهل لبطولة العالم في أسبانيا. وقال: "تصفيات أولمبياد لندن ستكون الأصعب فالمطلوب متأهل واحد عن قارة آسيا وحظوظ المنتخب الكوري الجنوبي الأوفر لسيادته المطلقة للقارة ولكونه سيستضيف التصفيات؛ لكن أياً يكن نحن لن نركن لذلك وسيكون طموحنا كبيرا في المنافسة رغم صعوبتها البالغة، اما في بطولة آسيا فلن يكون مسموحاً عدم الظفر بإحدى بطاقات التأهل لبطولة العالم، والبوادر تؤشر على قدرتنا لتحقيق ذلك". ونوه المنيع بالأدوار التي قام بها رئيس الاتحاد عبدالرحمن الحلافي مذ تكليفه برئاسة الاتحاد خلفاً للدكتور سلمان السديري، مشدداً على أن قدرته على تنقية الأجواء مع الاتحاد الآسيوي ودوره الكبير في الفوز باستضافة بطولة آسيا يؤكد على أن –بالفعل- الرجل المناسب في المكان المناسب".