توقفت نهائياً القضية النووية من أن تكون نقطة شكوك بين الارجنتين والبرازيل، بل أصبحت ركناً أساسياً من أركان الثقة والتعاون في العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين في أمريكا الجنوبية، من خلال عملية تفاوضية وأسس قانونية لم يسبق لها مثيل في أي منطقة أخرى. الغالبية العظمى من البلدان في العالم تبنت الالتزامات الدولية للتحكم في المجال النووي من خلال الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، إلا أن البلدين بدآ هذا المسار من خلال اتفاق ثنائي، واتفاق رباعي، وتلتها معاهدة تلاتيلولكو (التي حولت دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منطقة خالية من الأسلحة النووية)، بالاضافة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). وتعتبر البرازيل والارجنتين أيضاً من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (STBT). من هذا المنطلق فقد تبنى البلدان مواقف مشتركة بشأن القضايا المختلفة المتعلقة بالمسائل النووية. فمن الواضح ان المجتمع الدولي يجب أن يولي أولوية قصوى لنزع السلاح النووي، وذلك كجزء من الجهود المبذولة لمنع الانتشار وبناء عالم أكثر سلاماً وأماناً، خالياً من تهديد أسلحة الدمار الشامل. وان التصريحات الأخيرة المشتركة بشأن التعاون النووي التي اعتمدت في 3 أغسطس 2010 وفي 31 يناير 2011 استعرضت نطاق وعمق ما وصلت إليه هذه العلاقة، وأكدت التزام كل من الارجنتين والبرازيل بأن يواصلا هذا المسار معاً. إن التصريحات الرئاسية ركزت على عمل الوكالة البرازيلية الارجنتينية (ABACC) باعتبارها الجهة الوحيدة المسؤولة من تبادل وبناء الثقة الدولية في جميع الأنشطة النووية في كل من الارجنتين والبرازيل وكأساس للتعاون الثنائي في المجال النووي. كما أنهما في نفس الوقت أشارا الى أن يتم تطوير وتقوية أهداف ومهام الوكالة البرازيلية الارجنتينية (ABACC) بصورة مستمرة. في الذكرى العشرين لإنشاء هذه الوكالة البرازيلية الارجنتينية (ABACC) الموحدة بدأت الوكالة المشاركة بصفة مراقب في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، علما انها فعلياً تشارك بصفة مراقب في الوكالة الأوروبية. علاوة على ذلك، وفي صدفة تاريخية، قبل أقل من أسبوعين ماضيين، أنشئت مجموعة الموردين النوويين (NSG) والتي تضم 46 بلداً، وبما أن المجال النووي يتطلب نقل تكنولوجيات جديدة متقدمة، فقد اتخذ قرار غير مسبوق باعتماد الوكالة البرازيلية الارجنتينية (ABACC) لتكون بديلا للبروتوكول الاضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). إن تجربة الارجنتين والبرازيل في مجال تعزيز الشفافية والثقة المتبادلة في المجال النووي وجدت إشادة في مختلف وثائق ومستندات مؤتمرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية (LAEA) ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).