فتحت ستارة مسرح مركز الأمير سلطان الحضاري عن أول عمل مسرحي متكامل لفرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة تبوك كان ذلك مساء الثلاثاء الموافق 2/4/1426ه ويعد هذا العمل باكورة نتاج لجنة الفنون المسرحية بالفرع وقد تم تمثل هذا العمل في مسرحية إجتماعية أخذت الطابع الكوميدي في مجمل مشاهد فصولها الثلاثة وكانت بعنوان (كوكتيل مشاكل). كتب النص الأستاذ علي السحيمي الذي ألف تشكيلة قضايا اجتماعية وتربوية معاصرة وحاول الربط من خلال نصه المسرحي بين التربية الحديثة ودور الأسرة في تربية الأبناء وبين بعض السلوكيات الاجتماعية المتمثلة في تصرفات البعض من أولياء الأمور الخاطئة وبين قضايا النصب والاحتيال التي ينتهجها البعض من أصحاب مكاتب الخدمات العامة،، وكانت محاولة الكاتب جيدة رغم عدم تقيده بالمحاور الأربعة المتعارف عليها في كتابة النص المسرحي التي هي بلورة الفكرة الأساسية وتصوره للشخصيات المسرحية وعنصر الصراع الناجم عن ردة فعل أحداث القصة في نصه المسرحي أما الحوار وعمومياته العامة فقد كان جيداً إلى حدٍما، إلا ان هذا النص قد ادى الغرض المنشود سيما وانه قد سلم إلى مخرج العمل الأستاذ خالد مغربي الذي كانت معالجته لمشاهد المسرحيه في فصوله الثلاثه معالجة اكاديمية ترقي إلى ذروة الكوميديا الساخره والهادفة في ان واحد، فنجح في اظهار العمل كما يجب رغم تواضع ديكورات المسرحيه ناهيك عن جوانب الاكسسوار والمكياج ورداءة الصوت في بعض الأحيان. كوكتيل مشاكل،، مسرحيه لعب دور بطولتها شخصية (أبوقاسم) هذه الشخصية التي اقتحمت كافة مشاهد المسرحية بدون استثناء وقد لعب هذا الدور الفنان المسرحي علي عودة الذي جسد دوره بكل ثقة واقتدار رغم حداثة اقتحامه مجال الفن المسرحي فقد أبدع بدون أدنى مجاملة في كافة المشاهد مجسداً شخصية الأب الذي فقد السيطرة على تربية ورعاية أبنائه السبعة لامعانة في التفرقة بينهم وعدم بسط عدله الأبوي ورعايته لهم كما ينبغي. الشخصية التي أثرت الفصل الثاني والثالث في مسرحية كوكتيل مشاكل كانت شخصية (حسن صك الباب) صاحب مكتب الخدمات العامة الذي لايرعوي عن ابتزاز رواد مكتبه من خلال وعوده الواهية واستعدادته الزائفة بقدرته على التوظيف ورسم مستقبل زبائنه وقد جسد هذا الدور المسرحي المعروف يحي الغماري الذي أجاد لعب هذا الدور إجادة تامه تنم عن خبرته الطويلة في هذا المجال. أيضاً في مشاهد الفصل الثاني والثالث لعب دور المقيم (خان) العامل لدى مكتب (حسن صك الباب) الفنان ومخرج العمل خالد المغربي الذي اضفى على هذين الفصلين من المسرحية روح الدعابة والكوميديا المتلاحقه فقد لفت انتباه الجمهور المتابع لاحداث المسرحية منذ ظهوره على خشبة المسرح بخروجه عن نص الحوار مع الممثلين الأخيرين واعتماده على أسلوب التعرية الساخر. أما عن بقيه الممثلين فقد كان اداؤهم اداء رائعاً وللحقيقة كان هذا الاداء أكبر بكثير من النص المسرحي الذي كتب لهم وقد لفت انتباه الجمهور المتلقي شخصية طالب الوظيفة رقم (1) سامي اللغبي وطالب الوظيفة رقم (2) زاهي الشراري بالإضافة للظهور المتميز لفهد البلوي واحمد المغربي. أخيرا أود هنا ان أشيد بكافة الجهود المبذولة التي ساهمت في إظهار هذا العمل المسرحي الذي يعتبر النواة الصالحة لغرسة المسرح في منطقة تبوك والتي أخذت مسؤولية رعايتها فرع جمعية الثقافة والفنون بتبوك ممثلتاً في مديرها الأديب الدكتور نايف الجهني الذي وعد جمهور المسرح بأن يكون للمسرح السعودي شأن كبير في هذه المنطقة.