لظروف ما , ولأول مرة منذ سنوات أقضي شهر رمضان خارج الوطن. وكنت أعتقد بأن التغيير سيؤثر في الاحساس بالشهرالفضيل، ولكن التجربة اثبتت عكس ذلك. فشعور رائع ذلك الذي يجعلنا نتابع امرأة مسلمة في الخارج مثل،ا وهي تقطع الشارع في منتصف النهار, تحمل العصير وبضعة اطعمة لبيتها استعداداً لاعداد وجبة الفطور. انظر اليها من مقعدي بالسيارة المتوقفة وكان الطقس استوائيّ الهواء والاحساس, شيء من المطر وظل الاشجار. وألاحظ ببهجة, مسلمين في كل مكان , يبدأون يومهم مبكرا وهم في حالة صيام وسلام دون عصبية او شكوى من انقلاب ساعات الليل بالنهار. وعندما يتم ذكر موعد بالصباح أخجل من تعبير " بدري؟ **** في الغربة افتقدت القهوة العربية وطاش. القهوة أتى بها قريبي ورائحة الهيل تعبق المكان , وشكا ضاحكا بأنه اضطر لحملها بيده من كثر هيمنة رائحتها فلم يضعها في حقيبة السفر حتى لا تتحول كل ملابسه إلى رائحة قهوة مستديمة. تفهمنا وشكرناه بالطبع, ولكن طاش أتى به موقع ام بي سي الاليكتروني بكل شفافية,عكس مواقع الفضائيات الاخرى التي قدمت عروض العام الماضي للمشاهدة وحجبت الجديد. شاهدت حلقات طاش لهذا الموسم بكل راحة وبدون مبالغة الاعلانات التجارية . فقط افتقدت دوشة التفاعل الجماعي. **** ذات دعوة إفطار في رمضان ربيعي منذ سنوات وضعت قريبتي موائد للفطور في سطح بيتها الانيق لنكون الاقرب للطبيعة والسماء والشمس وهي تغرب . أذكر أنها أعدت موائد صغيرة للاطفال مع الاطعمة المفضلة لديهم، ونسقت المكان بالمصابيح والشموع والروائح الطاردة للبعوض . وكان كل شيء مرتبا ومريحا, حتى جهاز التليفزيون أتت به امامنا وفسحت مكانا بالداخل مخصصا للصلاة . وانتظرنا وانتظر الصغار أذان المغرب حتى وهم مفطرون بالطبع، وعندما جاء الاذان ,بدأ الجميع في شرب اللبن والعصائر وتناول التمر حتى تنبهت المضيفة فجأة بأن صوت الاذان جاء من راديو حارس الجيران الذي كان يتابع محطة إذاعة خارجية وكان باقي خمس دقائق على الموعد الصحيح للمغرب !! تذكرت الموقف عندما قرأت كيف أجبر مؤذن مسجد بنجلاديشي في احدالأحياء بمدينة الرياض بعض الاسر على قضاء يوم صيام بعد أن اقدم على رفع أذان صلاة المغرب قبل وقته بسبع دقائق ! والسبب كما جاء في الخبر الذي نشرته صحيفة الجزيرة , بأن المؤذن الرسمي كان مرتبطا بمناسبة عائلية وأناب العامل في رفع الاذان وقال بأن الاهالي سيعمدون من الان إلى الافطار مع أذان الاقامة للتأكد بشكل قاطع من الوقت الصحيح او الاعتماد علىتلفزيون القناة الاولى مصدرا لرفع أذان الاقامة. قرار جميل. **** في كل عام رمضاني يهتم علماء الصحة والمختصون بضرورة نشر التوعية الغذائية وأهمية ارتباطها بأسلوب الحياة العصرية والمشكلات الصحية التي يعاني منها الناس. ومع ذلك لا نري اي صدى من الاعمال الفنية التي تتعاون مع هذا التوجه ولتنبه المشاهدين بشكل غير مباشر إلى اهمية الوعي بالغذاء الصحي , وبدلا من ان نرى تكرارا يغلبه الاعتياد على ما تفضله دول الخليج من تركيز تام على الارز مثلا واللحوم لا نشاهد صوتا منفردا على لسان أحدهم يثني على الخضروات مثلا. نعلم ان العالم كله يطلع على الجديد كل يوم ولكن تغير عادات الغذاء لا تؤثر فيها المعلومات فقط، وانما التوعية والتزين والتكرار. وكما ان مشاهد تدخين السجائر خفت من المسلسلات , فإن محاولة تطويع الدراما للوعي الغذائي الصحي مطلوبة أيضاً.