مع الخطوات الكبيرة التي اتخذتها الإدارة الهلالية هذا الموسم بابرامها تعاقدات جديدة فيما يخص الجهاز الفني والمحترفين الأجانب ومع أن تلك الخطوات أو بعضا منها أسعدت الجماهير الهلالية وجعلتها تبالغ في التفاؤل لمشاهدة موسم بطولات جديدا ونتائج أفضل في بطولة الأندية الآسيوية، إلا أن ثمة ملاحظات بل سلبيات ظاهرة للعيان في عمل الإدارة هذا الموسم، إذا لم تنتبه لها فإن الفريق سيعيش موسماً كالحاً كله «جدب» و»قحط» وتجري الرياح بما لا يشتهي الهلاليون ويعودون إلى نقطة الصفر. الأمر السلبي الآخر ليس في جعل أخبار فريق جماهيري وكبير بحجم الهلال عبارة عن سواليف يومية في المواقع الاجتماعية شغلت الإدارة عن شؤون فريقها، ولا عن الإعلان المتكرر بأن هناك نية بالاستغناء عن فيللهامسون، أو ياسر القحطاني، أو عيسى المحياني، حتى أصبحت وسائل الإعلام تتسابق على نشر هذه الأخبار وهناك من يتمنى رحيل هؤلاء لإدراكه بأنهم يمثلون قوة لا يستهان بها في الهلال. كما أن نجاح المحترفين الجدد سواء المغاربة، أو الكوري، ليس بالأمر المضمون، ولذلك فإن الخطورة تأتي من تفريغ الفريق من مصادر قوته، ولإسباب ليست فنية، خاصة في موضوع نجم جماهيري كبير ومهاجم فذ بحجم ياسر القحطاني، فبدلاً من أن تقف معه الإدارة، وتدعمه معنوياً ليعود متوهجاً، وتنتظر ما لديه بعد أن دعمت خط الهجوم الذي كان يمثله لوحده بلاعبين أجانب مثل العربي والكوري، نجد المسؤولين يتسابقون إلى الحديث عن إعارته للعين الإماراتي، فهذا ينفي وذاك يؤكد، كأن المسألة «أمنية!!» برحيل ياسر تقيد ضد مجهول!!. التفريط في نجم جماهيري في مستوى ياسر خطأ جسيم ستدفع الإدارة ثمنه، وسيكون مؤثراً في الجماهير التي يفترض أن يكون لها رأي في الموضوع، كيف لا وهي الداعم الأول للنادي، والمؤثر الأول في مسيرته، ولعل في غياب الجماهير وقلة حضورها عندما يغيب «ياسر» دلالة أكيدة على أهمية هذا النجم الكبير تماماً، كما كان يحدث عندما يغيب سامي الجابر، أو يوسف الثنيان، أو نواف التمياط، فالهلال يبدو غالباً من دون «ياسر» بلا طعم، والآن وقد أعلن رسمياً عن رحيله، أعان الله الجماهير الهلالية، وهي تفتقده بل وتشاهده بشعار آخر، إذ سيأتي اليوم الذي ستردد فيه جماهير فريقه نيابة عنه: سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ما حدث لياسر قمة الغرابة فعندما أتوا بمهاجمين ليدعموه ويخففوا عنه ضغط المدافعين وخشونتهم وانبراشاتهم وآن الآوان لتألقه أعلنوا رحيله. ياسر لوحده سجل 18 هدفاً فكيف به وهو يدعم بمهاجمين أجانب، العبرة ليست في عروض اللاعب، ولا في مسألة هبوط المستوى، فالنجم الاتحادي محمد نور حدث أن هبط مستواه في وقت ما كما تلقت الإدارات المتلاحقة أرقاماً مهولة لإعارته، لكن الفكر الجيد رفض كل هذه المغريات وابقاه في صفوف العميد مدركاً أن النجم الجماهيري من الصعب التفريط به مهما كانت الظروف وليقطف محبو العميد ثمار هذا الفكر ببقاء اللاعب بطولات تلو الأخرى. غريبة هي القرارات الهلالية فالاستغناء، يتضح بأنه قرار «إداري» بحت ولو عاد الأمر للتقويم الفني وشاهده المدرب عن قرب أكثر، وأطلع على مشاركاته السابقه لكان له رأي إن سئل وأخذ رأيه، لذا فإعارة «ياسر» خطأ ومغامرة غير محمودة العواقب.. وإن غداً لناظره قريب يا إدارة الهلال..