يعقد في موسكو 2524 مايو الحالي في إطار ندوة حوارية واسعة مؤتمر دولي تحت عنوان (الإسلام دين السلام) وذلك بالتعاون بين المركز الإسلامي الخيري الروسي ومعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف في المملكة. وبهذه المناسبة أجرى مراسل (الرياض) حواراً مع السيد دامير سراج الدينوف رئيس المركز الإسلامي الخيري للتنظيم الاجتماعي الدولي حول مجمل حيثيات هذا النشاط . ٭ (الرياض): كيف ظهرت فكرة عقد مؤتمر تحت شعار (الإسلام دين السلام) وما هي البواعث الرئيسية للتنادي لعقد مؤتمر واسع كهذا ؟ - سراج الدينوف : في الواقع ظهرت هذه الفكرة منذ أكثر من عام وللجانب السعودي دور هام في إنجاحها ونحن في الواقع نعمل على إعداد هذا اللقاء الدولي منذ العام الفائت ، أما البواعث الرئيسية فهي مواجهة الأفكار غير الموضوعية التي انتشرت في السنوات الأخيرة حول الإسلام وحقيقته نتيجة عوامل عديدة لا تخلو من افتراء وغلو وتحريف وهذا بالطبع لا يمكن أن لا يشكل قلقا سواء بالنسبة للمملكة محج المسلمين وموئلهم من كل أنحاء العالم وكذلك بالنسبة لروسيا التي يعيش فيها أكثر من عشرين مليون مسلم ويعتبر الإسلام الدين الرسمي الثاني فيها ومن البديهي كذلك أن تنعكس الانطباعات الخاطئة عن الإسلام على روسيا والسعودية ولا بد من نشاطات لمواجهة كل ذلك وعلينا أن نظهر من المعطيات والنصوص الإسلامية ذاتها مدى سماحة الإسلام وكونه دين السلم والإخاء . ٭ (الرياض) : وكيف تمت الخطوة العملية الأولى لتحويل هذه الرغبات إلى واقع ؟ - سراج الدينوف : لقد تم توقيع وثيقة ثلاثية للتعاون في الإعداد لهذا المؤتمر بين التنظيم الاجتماعي الدولي للمركز الإسلامي الخيري ومعهد العلاقات الخارجية الحكومي التابع لوزارة الخارجية الروسية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف في المملكة العربية السعودية . تم التوقيع على هذه الوثيقة في أبريل الفائت ونسعى بإذن الله أن يكون المؤتمر على المستوى المطلوب فالإعداد له جرى بشكل جيد وبمستوى عال جدا . ٭ (الرياض) ما هو الهدف من هذا المؤتمر أقصد الهدف العملي المباشر لا التوجهات والعناوين العامة بل الهدف المحدد ؟ - سراج الدينوف : الهدف العملي المباشر هو التوصل إلى صياغة توصيات مشتركة حول دور الإسلام والمسلمين في مواجهة التيار المعادي للإسلام والسبل الأنجع لتبيان الفارق الهائل بين الإسلام والتطرف وبين الإسلام والإرهابيين الذين يتسترون وراء الإسلام وهي مهمة بالغة الأهمية وتحتاج إلى جهود مشتركة ومعطيات موثقة واضحة تؤكد هذه المفارقة وتكون بنفس الوقت بمثابة وثيقة لها طابعها الدولي سواء من حيث فرز الغث من السمين أو من خلال اعتبارها وثيقة توجيهية تربوية . ٭ (الرياض) كيف ستكون كذلك هل هناك آلية محددة لاعتمادها أو للاستعانة بها كمرجع مشترك ؟ - سراج الدين : نعم لأن هذه التوصيات سترسل إلى المنظمات الإسلامية والدولية والأمم المتحدة والمؤسسات الدينية وحتى إلى البرلمانات لكي تكون مؤشرا يوضح حقيقة الإسلام ويعطي أرضية حتى للبرلمانيين للاستئناس بها حين يجري الحديث عن الإسلام أو حيثيات تتعلق بالدين الحنيف بما في ذلك في صياغة التشريعات والقوانين إلى جانب المعاهد المتخصصة زد على ذلك كله أننا سنعمد إلى توزيع المواد والمداخلات التي تليت في هذا المؤتمر بحيث تكون مرشدا للباحثين ٭ (الرياض) هل ستكون هناك مساهمات ومداخلات حرة ومن هم المساهمون الرئيسيون في هذا المؤتمر ؟ - سراج الدينوف : المساهمات ستكون مفتوحة إلى جانب البرنامج المعد فهناك محاضرات وكلمات وتقارير علمية عديدة حول العديد من النقاط المحورية المتعلقة بالتعاون لمكافحة الإرهاب وإظهار الوجه الناصع للإسلام من خلال مبادئه الإنسانية والقيم والأخلاق التي يحض عليها . وسيساهم في هذا المؤتمر عدد كبير من الشخصيات الرسمية والدينية والاجتماعية والعلمية من روسيا ورابطة دول التجمع والمملكة العربية السعودية حيث ننتظر قدوم وفد هام على رأسه معالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وشخصيات من الإمارات العربية المتحدة ومراكش وبريطانيا وبحضور سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين في موسكو.