من منا لا يعي لمقولة معنى «وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه» ووطني بكثير من القبائل والأقوام الطيبين زاخر يتباهى، وحمايته والتضحية لأجله مطلب قليل، مقارنة بالأمن والأمان الذي سنحظى بهما آجلا. .. وطني جسد ممتد الأطراف ممتلئ الوعاء بيد أن قنوات الشر التي تتمثل في العمالة السائبة تحاول اعتماره مضللة للنظام، ضاربة بهيبة الأمن عرض الأرض والسماء. لا تحترم الإنسانية، ولا تقدر الإحسان، ولا ترقب فينا إلا ولا ذمة، وتعبد الدينار والدرهم وعلى استعداد لارتكاب الشناعات العظيمة في سبيل الحصول عليه، فبعضهم نهب الشركات والمؤسسات، وبعضهم هرب الخادمات والسائقين، وبعضهم صنع المسكر وروج للإباحية والمخدرات، وبعضهم تحرش بنسائنا وهتك أعراض صغارنا، وبعضهم شرع جحور الخنا والدعارة والفجور وبث السحر والشعوذة، وبعضهم سيطر على أبواب التجارة، وأوصد أبواب الرزق في وجوه شبابنا، إلى أن عمت الفوضى وسادت الجريمة والفساد وطفق الضعفاء في مجتمعنا يعذبون بجرائم كانت من اجتراح غيرهم أوزارا! فهل ستعون لمقولة معنى «وطن لا تغار عليه لا تستحق العيش فيه».