حس أبوي، وضمير حي، وهمة عالية، ورعاية الرعية، وإيمان بالمسؤولية، ومتابعة يومية لمن هم تحت رعايته وأبوته، يلحظهم بعينيه، ويرمقهم بمقلتيه، يحدب عليهم ويحتضنهم بعضديه، يفرح لفرحهم ويشعر بحالهم. هو ذا الملك الوالد عبدالله بن عبدالعزيز بشعوره ومشاعره تجاه أهله وبنيه، وجه برفع نسبة إعانة الشعير والأعلاف، وذكّر رجال الأعمال بما عليهم من مسؤولية وحق وحقوق للوطن والمواطن، فالمؤمنون بتوادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له بقية الجسد بالحمى والمرض، فالمؤمنون بتوادهم جسد واحد، وأمة واحدة، كبيرهم يرحم صغيرهم، يرحمون بعضهم بعضا. في كلمة سابقة له يحفظه الله أكد أنه لا يغمض له جفن ما لم يعرف أحوال المناطق، ويهاتف أمراءها ويوجه بما يحتاج إلى توجيه. وها هي ذي رياح الخير جادت والحمد لله واستجاب لها رجال الأعمال ومنتجو المواد الغذائية، وكُبِح جماح ارتفاع الأسعار ها نحن بفضل الله، ثم الرعاية الأبوية من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبه الثاني نتقيأ ظلالها إذ تشير التوقعات أن نسبة انخفاض الأسعار تراوح بين الثمانين هللة وريال واحد للكيلو من الدجاج، وهذا يعني أن النسبة المئوية للانخفاض تعادل من 8 إلى 10 بالمائة ويقيني أن هذه النسبة لها مردود ايجابي على المستهلك والمنتج معا، إذ إن هناك تناسب طردي بين سعر المنتج وسرعة استهلاكه، فكلما كان المنتج معقول السعر كان استهلاكه أسرع وربحه اكبر. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرأً سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى) وهذه قاعدة ربانية ليحدث التوازن بين المُنتِج والمستهلك وألا يكون هناك ضرر ولا ضرار فهنيئا لنا بقيادة تتحسس الرعية وتشعر بشعورهم، وهنيئا لنا بمجتمع فاضل متماسك يقدر المسؤولية، إذ سارع المتسارعون وتنافس المتنافسون بتقدير ما أفاء الله به على البلاد والعباد، وما وجه به خادم الحرمين الشريفين، وحري بالآخرين أن يحذوا حذوهم ويسيروا مسارهم فينالوا خيري الدنيا والآخرة. والبركة كما قال الملك الوالد بالصدق بالبيع والشراء وبالربح المعقول والله في عون العبد مادام العبدُ في عون أخيه.