استعادت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي امس السيطرة على قرية الجوش في جبل نفوسة غرب ليبيا، بعد ان سيطر عليها المتمردون صباح الاحد. واعلن المتمردون الذين سيطروا الاحد على تلك القرية الصغيرة الواقعة على سفح الجبل انهم اضطروا الى التراجع الى الشرق بعد معارك دامت ساعات. وكان المتمردون امس في منتصف الطريق بين الجوش وشكشوك على مسافة عشرين كلم. واكد المتمردون ان الجوش خلت من سكانها وان قوات القذافي تسيطر عليها. وتشهد منطقة جبل نفوسة منذ اشهر عدة معارك بين قوات النظام الليبي والمتمردين الذين شنوا مطلع تموز-يوليو هجوما كبيرا بامل الزحف نحو العاصمة الليبية طرابلس. ووصف مقاتلو المعارضة الذين سيطروا على بلدة غزاية التي كانت القوات الحكومية الليبية تسيطر عليها انفسهم بأنهم «محررون» لكنهم لم يستقبلوا بالهتاف والترحاب مع دخولهم البلدة. وتشير التقارير إلى أن الميلشيات الحكومية قد نقلت ما يقرب من خمسة آلاف من سكان البلدة من انصار الزعيم الليبي معمر القذافي إلى طرابلس تاركين البلدة لقوات المعارضة الغازية والاشباح. وقال مقاتل معارض يدعى مجدي وهو يقف بجوار صفين من المنازل المبنية بقروض ميسرة من الحكومة «كنا نود لو كنا محل ترحيب هنا. هؤلاء الناس جميعا كانوا يحبون القذافي لأنهم استفادوا منه.» وكثيرا ما توصف الانتفاضة المستمرة منذ ستة اشهر في ليبيا ببساطة بأنها صراع لإنهاء عقود من الحكم الاستبدادي. لكن المعركة في الجبل الغربي تظهر ان الامر اكثر تعقيدا من ذلك. فمن الممكن ان تثير الفرقة حربا اهلية حتى اذا سقط القذافي وهو ما من شأنه ان يديم الفوضى في ليبيا. واحتفظ القذافي بأنصار له في غزاية ومناطق أخرى في السهول المتاخمة للجبل الغربي على الرغم من الضغوط الدولية عليه كي يتنحى وعلى الرغم من انشقاق مسؤولين كبار في حكومته. وهذا واحد من الاسباب التي ادت إلى استغراق المعارضة غير الموحدة شهورا لتحقيق تقدم يذكر في هذه المنطقة. ومن شأن شبكة انصار القذافي ان تمكنه من شن هجوم مضاد وهدم انجازات المعارضة العسكرية.