ما زال للشعر النبطي دوره كوسيلة إعلامية شعبية للتعبير عن هموم الوطن والمواطن ، والشعر متى أحسن الشاعر استخدامه وعرف حدوده سيكون له دور إيجابي مؤثر والعكس بالعكس. وبالأمس القريب أمر خادم الحرمين الشريفين بدعم الأعلاف وتهيئة كافة السبل لحل الأزمة الخانقة التي ظل يعاني منها أصحاب الأنعام حتى باع بعضهم ما يملك منها حتى لا تهلك بين يديه حيث اجتمع عليهم ثالوث الجدب والغلاء وقلة المعروض، ولقد تداول عدد من وسائل الإعلام قصيدة للشاعر سلطان بن فيصل أبوثنين كانت لسان حال كل أصحاب (الحلال) وبغض النظر عن مستوى القصيدة الفني فإنها كانت أشبه ما تكون بكاميرا تصوير تنقل مشاهد حية مصاحبة للمشكلة ومتزامنة معها، كما أنها شخصت بعضاً من أسباب هذه المشكلة التي ظل المواطنون وخاصة البادية يئنون من سطوتها؛ في بداية القصيدة ناجى الشاعر ربه ليدعو: الطف بحال اللي لحقهم أذية أهل المواشي بين مصنع وتجّار ضاعت مطالبهم وصاروا ضحية وصدورهم ضاقت من فعول الأشرار ولكن الشاعر يصرخ بعد ذلك متعجباً :"وشلون ما نلقى عشا للمطية؟" وهذا ما يؤكد أنه من أهل الإبل!! ثم يوجه صرخته للمسؤولين وأولياء الأمر مستنجداً "يا سامعين الصوت وافين الأشبار" ليستمر الشاعر في لفت نظر المسؤولين إلى بعض التفاصيل ناقلاً إليهم صوراً واقعية مؤسفة على النحو التالي: فالماقفة يا كبرها من خطية كلٍ على موتره واقف ومحتار والكل عينة للتريلة شقية وزودٍ على قل العلف رفع الأسعار صفّوا قبل وقت الظهر فضحوية وقفوا ولا حدٍ حصّل شعير وشوار ثم يومئ بأصبعه إلى المتسببين في هذه الأزمة واصفاً الحال التي وصل الأمر إليها رافعاً شكواه مباشرة إلى رأس الدولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبالعزيز ليقول: بأسبابهم باع الفقير الرعية تكفى يا(أبومتعب) ترى الحال منهار أنت الذي شورك يحل القضية يالحاكم اللي شورك يفوق الأشوار ونحن نقول رسالتك وصلت أيها الشاعر المبدع و(ابشر بالعشا للمطية) لأنك وجهتها إلى ملك إذا وصله الأمر انتهى بسلام، وإذا اشتدت الأزمات انفرجت على يديه بأهون ما يكون ذلكم الملك الذي يسعى حثيثاً إلى راحة شعبه، ذلكم الملك الذي لا يشعر بأنه بخير إلا إذا كان شعبه بخير، وقد صدر الأمر الملكي بأسرع وأكبر مما يتوقع الجميع وذلك بزيادة دعم الأعلاف ومدخلاتها بنسبة 50% عما هو معمول به حالياً وقيام الجهات المعنية باتخاذ اللازم بتشديد مراقبتها للأسواق وأسعار السلع وإيقاع أقصى العقوبات تجاه كل مخل أو متكسب جشع ، فهنيئاً لشعب المملكة بهذا الملك المبارك في كل أعماله وأقواله .