شاركت وزارة الصحة دول العالم ومنظمة الصحة العالمية الاحتفال رسمياً باليوم العالمي الأول للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي الذي صادف 27/8/1432 ه الموافق 28/7/2011 م من كل عام وذلك تحت شعار( أعرفه.. واجهه.. لا تتركه يدمر حياتك ) حيث تم تخصيص هذا اليوم لإتاحة فرصة لتثقيف أفراد المجتمع وزيادة فهمهم لالتهاب الكبد الفيروسي بوصفه مشكلة صحية عالمية، وتحفيز الأنشطة الرامية إلى تعزيز التدابير التي تتخذها الدول في جميع أنحاء العالم من أجل الوقاية من هذا المرض ومكافحته. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور خالد بن محمد المرغلاني أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت يوم الثامن والعشرين من يوليو من كل عام للتوعية بهذا المرض وذلك لإذكاء الوعي وتعزيز الفهم بالالتهابات الفيروسية والأمراض الناجمة عنها والتي تمثل مشكلة كبرى من مشكلات الصحة العالمية ؛ حيث يضاف هذا اليوم إلى الأيام العالمية الأخرى التي تحتفل فيها منظمة الصحة العالمية ووزارات وهيئات الصحة في مختلف دول العالم بجهود التوعية من الأمراض المختلفة بحيث يكون هذا اليوم يوما عالميا تحتفل فيه جميع الدول التابعة للمنظمة بجهود مكافحة انتشار هذا المرض. وأفاد د. المرغلاني أن المملكة العربية السعودية سبق وأن قامت باتخاذ عديد من الأنشطة والبرامج الوقائية والتوعية بخصوص الالتهاب الكبدي الفيروسي حيث أدخلت لقاح الالتهاب الكبدي ( B ) ضمن اللقاحات المستخدمة في العام 1991 م ، كما أضافت عام 2008 لقاح التهاب الكبدي ( A) وذلك منذ الولادة وحتى بلوغ المواليد سن السادسة . كما نفذت الوزارة العديد من البرامج الوقائية والحملات التوعوية لالتهابات الكبد وآخرها حملة تحت شعار ( لاتجعله يخترق سعادتك ) وقد صممت الحملة التوعوية باستخدام أنموذج التسويق الصحي (Health Marketing)، وهو أحد الأساليب الحديثة المستخدمة في تصميم حملات تعزيز الصحة، حيث صممت الحملة لتستهدف كافة فئات المجتمع بمن فيهم فئة البالغين من المجتمع رجالا ونساء، وأعطت مزيداً من الخصوصية لفئة الشباب والفتيات، وكذلك المقبلين على الزواج . من جانبه أوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد بن أحمد ميمش أن وزارة الصحة قد حققت معدلات تغطية بالتحصينات لجميع اللقاحات والتي تستهدف 13 مرضاً فاقت 97 % وبذلك تخطت هدف منظمة الصحة العالمية والذي حدد له نسبة 90%. وأضاف ميمش أن الكبد يعد أكبر عضو في جسم الإنسان، ويلعب دورا هاماً في الحفاظ على صحة الجسم، حيث يقوم بعدة وظائف معقدة تحافظ على توازن العلميات والتفاعلات الحيوية في الجسم، وأن التهاب الكبد مرض تسببه عدوى فيروسية في غالب الأحيان . وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبب تلك الالتهابات ويشار إليها بالأنماط (أ) و(ب) و(ج) و(د) و(ه) ويقابلها بالإنجليزية (A.B.C.D.E) وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً نظراً لعبء المراضة والوفاة الذي تسببه وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة ، لافتاً أن النمطين (B.C) يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس ويشكلان مجتمعين أكثر أسباب تشمع الكبد وسرطان الكبد . من جانبه أضاف مدير عام الأمراض المعدية الدكتور رأفت الحكيم أن إلتهابا الكبد (E.A) في غالب الأحيان يحدث نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوثة أما التهابات الكبد (D.C.B) فتحدث عادة نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوثة عن طريق الحقن ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوث أو منتجات دموية ملوثة . وحول الوقاية قال الحكيم هناك لقاحات مأمونة وناجعة متاحة على نطاق واسع تم إدراجها ضمن جدول التطعيمات الأساسية في الوزارة للوقاية من عدوى فيروسي التهاب الكبد A و B. كما يمكن بفرز وفحص الدم المُستخدم في عمليات نقل الدم توقي انتقال فيروسي التهاب الكبد B و C كما أن معدات الحقن المعقّمة تحمي من انتقال فيروسي التهاب الكبد B و C. ولفت إلى أن التشخيص المبكّر باستشارة الطبيب المعالج يتيح أفضل الفرص لتوفير الدعم الطبي الفعال. وقال تركزت أهم الرسائل والإرشادات الصحية للتوعية باستخدام أدوات النظافة والحلاقة الخاصة بالفرد وعدم مشاركة الآخرين بها للحد من انتشار الفيروسات، والابتعاد عن السلوكيات الجنسية المحرمة، واستكمال التطعيمات الأساسية لالتهاب الكبد الفيروسي (ب) و(أ)، وكذلك إجراء الفحص الطبي قبل الزواج. وهي جميعها إرشادات تساعد في الحد من الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسي ب و ج بشكل عام ، كما أن الأغذية والمياه المأمونة توفران أفضل حماية ضد فيروسي الالتهاب الكبدى.