استقبل السوق الشعبي في "متنزه المغواة" الترفيهي، العديد من الزوار والضيوف من خارج المنطقة وداخلها، خلال الأيام الصيفية لمهرجان صيف حائل "حائل عزوتي"، حيث يحوي العديد من الظواهر الشعبية، سواء كانت مأكولات أو غيرها. وقالت "أم خالد" -إحدى البائعات-: أعرض مقتنيات الحرف اليدوية التي صنعتها بيدي ومنها الملابس وحافظات الأكل وتبريده، وكذلك حافظات الإغراض الشخصية، مضيفةً أن هذه المقتنيات تعمل عامل ربط بين الحاضر والتراث، بل وتعرفنا على ما كان أجدادنا يعيشون عليه، إلى جانب أنها تحسسنا بوجودهم رغم التطور الذي نعيش فيه تحت ظل حكومتنا الرشيدة. وأكدت "أم سالم الشمري" على أن الأعمال اليدوية تأخذ فترة أسبوع إلى أسبوعين في وقت الفراغ، وأنها تبيع بعض من الأعشاب التي يهتم بها أهالي المنطقة، منها "الأرطة"، وهي التي تستعمل لدباغ "قربة الماء"، كما أنها مفيدة للتقرحات المعدية، بالإضافة إلى "الشيح" و"القيصوم" و"الجثيات". وأشارت "أم طلال" إلى أن "التمن" تُعد الأكلة المفضلة للزائر، فعند قدومنا إلى مقر الفعاليات، وخلال ساعتين فقط، تكون جميع البائعات قد نفذت منهن الكمية المطبوخة. من جهته أكد "م.عبد العزيز الطوب" -أمين منطقة حائل على أن "متنزه المغواة الترفيهي"، هو حلقة من حلقات اهتمام ودعم الأمانة لكل ما يخدم القطاع السياحي بالمنطقة، كونه خطوة هامة لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة لتميز موقعه الجميل بين أحضان "جبال أجا"، موضحاً أن الأمانة ومن خلال برنامجها الخدمي وضعت كافة الخدمات التي تقدم للزوار والسياح لهذا المرفق الحيوي، مشيراً إلى أن الأمانة تعمل في سياق وتجهيز عدة مواقع جديدة، كما دشنت عدة مشروعات خدمية، صممت بأسلوب متميز وحديث لتكون متنفسا لأهالي وزوار المنطقة. وأضاف أن عجلة التنمية الشاملة في منطقة حائل تسير بصورة متسارعة، وذلك بعد إعطاء المنطقة ثقلها الواضح في كافة خدماتها ومرافقها الخدمية، والزيادة السكانية والتوسع العمراني المشهود، لافتاً إلى أن الأمانة وضعت خطة كبيرة شددت فيها على متابعة أعمال مقاولين النظافة والرقابة الصحية وكذلك الرقابة على الأسواق والمراكز التجارية. ومن جهةٍ أخرى أُطلق في حائل مبادرة رائعة من قبل الهيئة العليا للسياحة والآثار عن إحياء أنماط بناء الماضي والمنازل، وقد اختارت الهيئة "مدينة الحائط" جنوب حائل (280 كم)، عندما انجزت دورة تدريبية عن البناء والتشييد بالمواد التقليدية، لمدة أسبوع كامل، ضمن مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار لبرنامج" "لا يطيح"، وسط تفاعل كبير من أبناء المدينة، بغية إبراز التراث القديم، ليعرف الجيل الحالي قيمة الماضي وما به من تلاحم على رغم المشقة الكبيرة. وعندما اختيرت مدينة "حائط حائل القديمة" في هذه المبادرة، كونها تمثل نموذجاً معمارياً مميزاً، يعبر بوضوح عن مظاهر الحياة التي كانت تسود مجتمع الحائط في الأزمنة الماضية. وقال "زياد المصيول" -اخصائي التخطيط بهيئة السياحة في حائل-: إن البرنامج يأتي كمبادرة ايجابية للنهوض بمجالات الحرف التقليدية ومنها حرفة البناء، مشيراً إلى أنه من الأهداف نقل خبرة كبار السن إلى الشباب من أهالي القرية في اطلاق تلك المبادرات والدورات، التي تسهم في إضافة القيمة التراثية للماضي، مشيداً بتعاون الجميع وتفاعلهم مع أهداف الدورة التدريبية، والتي سيكون لها دور ملموس في خدمة المجتمع السياحي والتراثي. وشدد "م. مبارك السلامة" -المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة حائل- على أن هذه الدورات تأتي لتكون نواة وبداية لتهيئة المجتمع المحلي للمشاركة في تنفيذ خطط الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع شركائها بالمناطق، مشيداً بمتابعة صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل الذي وجه بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل السوق الشعبي بمدينة "حائط حائل" وإدارته، إلى جانب تشغيله، لتوفير فرص عمل وزيادة دخل المواطنين في المدينة ذاتها.