كان لوجود المدرب الهولندي ريكارد في منصة إستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام أثناء مباراة المنتخب السعودي أمام هونغ كونغ دور كبير في جعل لاعبي المنتخب يلعبون بحماس غريب وبفردية غريبة، وحال كل منهم يقول للمدرب شفني تراني بيليه، وهذا الأمر يعد طبيعيا على الرغم من ثقتي بأن الكابتن خالد المعجل (انبح) صوته وهو يؤكد على اللاعبين بضرورة الأداء الجماعي والخروج بأكثر غلة من الأهداف، إلا أن صوته لم يصل لعدة عوامل أهمها أن اللاعبين ينظرون للبرازيلي الموجود بأنه مؤقت و(الدبرة) لدى الهولندي فهو عراّب المرحلة المقبلة ! وإجمالاً المنتخب حقق نتيجة إيجابية عطفاً على تأخر الإعداد، ولكن كان بالإمكان ان نسجّل تسعة بدلاً من ثلاثة لو كان هناك تنسيق وتعاون في الأداء بدلاً من الركض والاستعراض وخاصة لدى مفاتيح الفوز، والغريب أن نجمنا الخلوق أسامة هوساوي الذي كان يشكو الإرهاق بدا وكأنه أول الموسم بنشاطه الذي جعله يطارد المهاجمين حتى منتصف ملعبهم! وعلى أي حال كسبنا النتيجة ومازالت روح "الأخضر" مرتفعة والعشم أن لا يستكين في الإياب، فتلك كرة قدم وكل شيء وارد، لذلك لابد من الجدية واحترام الخصم واللعب بجماعية سيما وأن ريكارد شاهد الجميع وعرف كلا على حقيقته! وماذا عن الاندية ؟ شجعت بعض الأندية الكبيرة مجبرة مصائفنا الجميلة ففضلت إقامة معسكرات الإعداد داخلياً مثل الباحة والطائف والبعض فضل بلاد (مهند) والآخر نفذ طلب المدرب بإقامة المعسكر عند أهله وربعه خارجياً، وعموماً كلها شهران وينكشف المستور ويتضح للمشاهد ثمرة المعسكرات الخارجية والداخلية، وعشمي أن تلك الفرق ومن خلال المختصين الفنيين أوصلوا رسالة للمدربين بأن موسمنا طويل ومسابقاتنا كثيرة والركض السريع في البداية يجعلك منهكاً في النهاية. وثقافة توزيع الجهد لابد منها، ولكم في الهلال عبرة عندما ركض وخطف الدوري والكأس بأرقام خيالية ظهر ضعيفاً آسيوياً ومحلياً في البطولة الأغلى، ولكن ما أعنيه هو أن الفريق يطمح للآسيوية وعندما يقترب منها يظهر منهكاً. لذلك أكرر بأنه لابد من تفعيل منهج توزيع الجهد ومنح الفرصة للبدلاء وعدم التركيز على مجموعة وإهمال الأخرى لكي نضمن الحضور الجميل لنجومنا سواء في الأندية او المنتخب، والله أعلم ! نقاط خاصة *اعتماد الأندية على نجومها السابقين كمدربين وإداريين شيء جميل، والأجمل لو تم تأهيلهم بدورات خارجية لضمان الإستفادة، وخوفي من فشل بعضهم لان بعض الوطنيين يستعجلون القمة ويميلون إلى الانتقاد و(النقنقة) في كل شاردة وواردة مما يجعل بعض إدارات الأندية ترفع شعار (فكوّنا) من الوطني! * يحتاج ريكارد وفريق عمله إلى عمل جبار للمساهمة في إعادة وهج الكرة السعودية، وأول مراحل العلاج التركيز على منتخبات الشباب والأولمبي لفرض فلسفة الأداء الجماعي والتحرك بإيجابية داخل المستطيل الأخضر لتنفيذ خطط اللعب المطلوبة منهم! * يقولون ان ياسر القحطاني سيفقد مركزه ما بين الكوري والعربي، ولهم أقول لو راجع هذا النجم حساباته وبدأ إعداده بالشكل المطلوب لفرض نفسه أساسياً لأنه أفضل منهم! الكلام الأخير: ليس للحياة قيمة، إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله !