سارع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى اعطاء تعليماته لإيجاد حلول عملية وسريعة لأزمة السكن في اسرائيل، عقب خروج عشرات آلاف الاسرائيليين في تظاهرة كبرى في قلب مدينة تل ابيب احتجاجا على غلاء الشقق السكنية والايجار. وقال نتنياهو في مستهل جلسة حكومته أمس انه كلف طاقما برئاسة وزير المالية يوفال شتاينتس باعداد خطة لحل هذه الضائقة السكنية التي "رصدها" منذ عامين عند تسلمه الحكم، لافتا الى ان النقص في الشقق السكنية يعود الى حقيقة امتلاك الدولة نحو 90 % من الاراضي التي لا تعرض للبيع والبناء . واضاف: يجب التسهيل على عمل لجان التنظيم والبناء وكذلك اصلاح عمل ادارة اراضي اسرائيل . وكان عشرات الالاف من الاسرائيليين ومن مختلف الاحزاب نظموا مساء السبت تظاهرة احتجاجية وسط مدينة تل ابيب وصفت بانها الاكبر منذ سنوات، احتجاجا على ارتفاع اسعار الشقق والايجار، حيث طالبوا بحل ازمة السكن، ورددوا الهتافات المطالبة بسقوط حكومة نتنياهو، قبل ان يغلقوا بعض الشوارع، ما دفع الشرطة الى استخدام العنف في تفريقهم واعتقال عشرات المتظاهرين . وجاءت التظاهرة استمرارا للاحتجاجات المتواصلة منذ اسبوع ، وبعد الانتشار الكبير لظاهرة الخيام في العديد من المدن الاسرائيلية ، والتي اعلن من خلالها المشاركون بعدم تركهم هذه الخيام والاستمرار في الاعتصام حتى ايجاد حلول عملية لارتفاع الاسعار . بدورها، وصفت صحيفة "هارتس" العبرية في عددها أمس ما حصل في تل ابيب امس هو بمثابة مقدمة " ثورة" اجتماعية على غرار ثورة "البوعزيزي" في تونس، وميدان التحرير في القاهرة. وخرجت "هارتس" في خبرها الرئيسي أمس بما يشبه بياناً "ثورياً"، تبشر فيه ببدء عهد جديد من التغيير في اسرائيل يقوده جيل شباب "فيس بوك" و "تويتر" ، معتبرة ان تاريخ 23 تموز 2011 يوم مفصلي على هذا الصعيد، وانه "اذا سار كل شيء على ما يرام، فلن يكون شيء يشبه ما كان قبل ليل 23". وفي محاولة لامتصاص غضب الجمهور الاسرائيلي اعلن نتنياهو انه سيعيد النظر في نية وزارة المالية رفع اسعار الكهرباء بنسبة 12 % . وجاء هذا الاعلان خلال جلسة عقدها وزراء حزب الليكود صباح أمس قبيل جلسة الحكومة. بدوره حذر الوزير غدعون ساعار من رفع اسعار الكهرباء معتبرا ان ذلك سيتسبب في موجة ارتفاع للاسعار في الاقتصاد الاسرائيلي.