وصف رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبيرغ السبت ب"المأساة الوطنية" الاعتداءين الداميين اللذين اوقعا 91 قتيلا على الاقل في اوسلو وجزيرة قريبة بحسب حصيلة جديدة للشرطة. وقال ستولتنبيرغ في مؤتمر صحافي "منذ الحرب العالمية الثانية لم تضرب بلادنا مطلقا اي جريمة بهذا الحجم". واضاف "انه كابوس" ،متحدثا عما واجهه الشبان المشاركون في المخيم الصيفي لشبيبة الحزب العمالي من "الخوف والدماء والموت" عندما فتح رجل متنكر بزي الشرطة النار في جزيرة اوتويا القريبة من اوسلو. وقال ستولتنبيرغ إن المهاجم حول "جنة للشباب الى جحيم" واضاف "كثير من الذين فقدوا حياتهم اشخاص اعرفهم. اعرف الشبان واعرف آباءهم. "وما يؤلم بدرجة اكبر هو ان هذا المكان الذي ازوره منذ عام 1979 والذي جربت فيه الفرح والالتزام والامن وضربه العنف الوحشي هو جنة للشباب تحولت الى جحيم." واوقفت الشرطة النروجية شابا يحمل سكينا في جيبه السبت في الموقع حيث تجمع الناجون من عملية اطلاق النار الجمعة، بعيد وصول رئيس الوزراء النروجي لتفقدهم، على ما افادت قناة ان ار كاي التلفزيونية. وقالت صحافية في التلفزيون كانت قرب الفندق الذي نقل اليه الناجون ان الشاب اوضح انه يحمل السكين "لانه لا يشعر بالامان". واضافت الصحافية ان الشاب اكد انه عضو في الشبيبة العمالية التي قتل 84 فتى وفتاة من منتسبيها على الاقل . ولم يكن من الممكن في الوقت الحاضر الاتصال بالشرطة للحصول على تعليق. والقت الشرطة القبض على شاب نروجي الجنسية و"الاصل" في الثانية والثلاثين من عمره يشتبه بتورطه في الاعتداءين. وعرفت وسائل الاعلام النروجية عن المشتبه باسم اندرس برينغ بريفيك وهي معلومة لم تؤكدها الشرطة لاسباب تتعلق بالتحقيق. واعلن ستولتنبيرغ تنكيس الاعلام. وقال وزير العدل النروجي كنوت ستوربيرغت الذي كان بجانبه في المؤتمر الصحافي انه لا يوجد "حتى الان اي داع لرفع مستوى الخطر" الذي يستهدف المملكة. ستولتنبيرغ :أكبر جريمة في بلادنا منذ الحرب العالمية الثانية واعلنت الشرطة النروجية السبت ان الشاب المتهم بارتكاب الاعتداءين الداميين الجمعة في اوسلو وجزيرة قريبة لديه آراء معادية للاسلام، لكنها لم تكشف دوافعه. وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للتلفزيون العام ان ار كي ان العناصر التي وضعها المتهم على الانترنت تبعث على الاعتقاد بان "لديه بعض الملامح السياسية التي تميل الى اليمين والمعادية للاسلام لكن من المبكر جدا القول ما اذا كان ذلك يشكل دافعا وراء فعلته". واوضح سفينونغ سبونهايم ان دافع المتهم بارتكاب الاعتداءين لم يعرف بعد. وقام الموقوف بشراء ستة اطنان من الاسمدة في مطلع ايار/مايو، على ما افادت تعاونية للوازم الزراعية السبت. وقالت اودني استنستاد لفرانس برس "بعناه ستة اطنان من الاسمدة ما يشكل طلبية اعتيادية الى حد ما"، مشيرة الى انه تم تسليمها في الرابع من ايار/مايو. وفي المقابل لم تشأ الكشف عن طبيعة المواد او تحدد ما اذا كان يمكن استخدامها لانتاج متفجرات يدوية الصنع. وقد حاول بعض الشبان المقدر عددهم بنحو ستمئة المجتمعين في الجزيرة الهرب من المجزرة من خلال القفز الى المياه. وذكرت بعض وسائل الاعلام النروجية ان المتهم قريب من اوساط اليمين المتطرف ولديه اسلحة عدة مسجلة باسمه. وبحسب شهادات عدة فان المتهم الذي كان يرتدي زي الشرطة دعا الشبان للاقتراب منه قبل ان يفتح النار عليهم ثم اجهز على الجرحى واستهدف الذين كانوا يهربون سباحة. وقال لهم بحسب شهادة اليز الفتاة التي تبلغ 15 عاما والتي اختبأت تحت صخرة كان المشتبه به يطلق النار منها "تعالوا الي، لدي معلومات مهمة، تعالوا الي ليس هناك اي خطر". واضافت كما نقلت عنها وكالة الانباء ان تي بي "ان الناس كانوا يهرولون في كل مكان مثل المجانين. وكان هو يطلق النار بدون توقف". وقال شاهد عيان جاء في مركب ليقدم مساعدته للشبان لوكالة فرانس برس انه احصى ما لا يقل عن عشرين جثة ممددة على الشاطىء او تعوم على وجه المياه. وبحسب المعلومات الواردة بشأنه على صفحة الفيسبوك فان الرجل وهو صاحب شعر اشقر متوسط الطول، يوصف بانه "محافظ" و"مسيحي" عازب يهتم بالصيد وبالعاب الكترونية مثل "وورلد اوف واركرافت" و"مودرن وارفير 2". وعلى صفحته على موقع تويتر لا يوجد سوى رسالة واحدة تعود الى 17 تموز/يوليو وهي كناية عن استشهاد بعبارة للفيلسوف الانكليزي جون ستوارت ميل تقول "ان شخصا مؤمنا يملك من القوة ما يساوي مئة الف شخص ليس لديهم سوى مصالح". واشارت وسائل الاعلام النروجية الى ان مداخلات اندرس برينغ بريفيك على موقع الكتروني تكشف وجهات نظر قومية وعدائية لمجتمع متعدد الثقافات. وخلال الليل قامت الشرطة بتفتيش الشقة التي اقام فيها لفترة طويلة في غرب اوسلو ومنزله الجديد قرب رينا الى شمال العاصمة حيث انتقل لتوه. وتبين اللوائح الضريبية المفتوحة امام العامة في النروج انه لم يتقاض اي راتب خلال العام 2009 مشيرة الى مبالغ زهيدة جدا خلال السنوات السابقة. (ادانة دولية) دان الاردن الاعتداءين "الارهابيين" اللذين استهدفا الجمعة وسط اوسلو وجزيرة مجاورة لها . ودانت الحكومة الاردنية "بأشد العبارات الاعتداءات الارهابية الاجرامية التي وقعت في النروج"، على ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا). وقال وزير الخارجية ناصر جودة ان "الاردن اذ يعبر عن ادانته الشديدة واستنكاره البالغ لهذه الاعمال الاجرامية الجبانة فانه يتقدم من حكومة وشعب النروج واهالي الضحايا باصدق مشاعر العزاء والمواساة بالضحايا الذين قضوا بسبب هذه الاعمال الارهابية البشعة". ودانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية امس الاعتداء الإجرامي . وعبر نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي عن تعاطف الجامعة العربية وتعازيها للشعب النروجي الصديق وحكومته وأسر الضحايا من هذه المأساة الإنسانية . وشدد بن حلي في تصريح له امس على ضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب والتطرف الذي يروع الآمنين ويهدد استقرار المجتمعات. كما أدان الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف الهجوم المزدوج في النرويج ، واصفا إياه بالجريمة النكراء. وطالب ميدفيدف بمعاقبة الجناة دون رحمة ، وكتب في خطاب للقيادة في أوسلو: "يتعين محاسبة منظمي هذا العمل الأحمق". وجاء في الخطاب الذي نشره الكرملين السبت في موسكو أنه لا يوجد أي مبرر لقتل مواطنين مسالمين. وذكر ميدفيدف أن بلاده تقف بجانب النرويج في تلك اللحظة الحرجة ، معربا عن مواساته لأسر ضحايا الهجوم.