وصلني عتب رقيق من جمهور الفنان رابح صقر مساء أمس الأول رداً على مقال «رابح صقر.. مدرس رياضة يُغني على وقع التمارين السويدية» والذي نشر يوم الأربعاء 12/8/1432ه الموافق 13/7/2001م- العدد 15724. ومما لاحظته في الرد أن هناك سوء فهم لما تطرقتُ له في افتتاحية المقال عند وضعي لاسم «فنان العرب» محمد عبده وإيراد تصريحه الشهير الذي وصف فيه رابح صقر بمدرس الرياضة، حيث فُهم من ذلك أنني أريد إفساد العلاقة الحميمة التي تجمع رابح بمحمد عبده، وهذا لم يخطر في ذهني عند كتابتي للمقال لأنني أعرف جيداً عمق العلاقة بين الاثنين ونحن كصحفيين نقدرها كثيراً بل ونتمنى أن يقتدي بها جميع الفنانين، ولم يكن استشهادي بذلك التصريح إلا لأنه وصف بدقة حالة الفنان رابح صقر في حفلاته الغنائية؛ وهو أبلغ تعبير عن الحماسة التي تنتابه على المسرح. وقد جاء في رسالة جمهور رابح العزيز ذكرٌ لأسماء نجوم الكلمة واللحن الذين غنّى لهم الصقر في حفلة دبي التي انتقدناها واضعين علامات التعجب عندما وصفنا الحفل الذي أقيم في فندق جراند حبتور دبي بأنه سيء، ومتسائلين: كيف يكون الحفل سيئاً ورابح تغنى فيه لكبار الشعراء والملحنين؟. وقد أسهبوا في ذكر الأسماء وهم الشاعر «أسير الشوق» الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الشاعر الأمير فيصل بن خالد، الشاعر المميز ساري، الشاعرة العالية، الشاعرة القديرة هتان، الشاعر فيصل اليامي، الشاعر عبدالمحسن السعيد، الشاعر سامي الجمعان، الملحن سهم، الملحن صالح الشهري. وكأن الجمهور العزيز يُلمح إلى أني انتقدت هذه الأسماء الكبيرة في معرض انتقادي لرابح صقر، ولم يدرك جمهور رابح أن وجود هذه الأسماء يُحسب على رابح نفسه، إذ كيف تمتلك مثل كلماتهم الرائعة وألحانهم المميزة وتتغنى بها بمثل تلك الطريقة الراقصة التي يطبقها رابح صقر في حفلاته، كان الأولى على الصقر أن يحترم هذه الأسماء ويتعامل مع إبداعها بالشكل الذي يليق بمكانتها، لا أن يتراقص بها وكأنها قصائد شبابية كتبها مراهقون صغار!. إننا نقدر هؤلاء الشعراء والملحنين ممن لهم ثقلهم ووزنهم في الأغنية السعودية والخليجية، ولكن نعيب على رابح تقديم أعمالهم في أجواء صاخبة يُردد فيها كلمات «عطه خير، تنكس، ثنتين، حلوين، ياذا الليل ومع نفسك» وغيرها من الكلمات التي لا يليق ترديدها في ثنايا قصائد أولئك المبدعين. فهل في الرقص و»التنكس» احترامٌ للرموز التي أسهمت في رفعة الأغنية السعودية؟. مازلت أؤكد على أن الصقر يعتبر أحد رموز الساحة الغنائية، ولكني أخشى أن يتربى الجمهور الناشئ على نوعية هذه الحفلات ويعتقد أن هذا هو الفن الحقيقي، وهذا ما ذكرتُه في صلّب المقال السابق، لأني أعرف رابح كمبتكر موسيقي وموزع إيقاعي تشبع بالأنغام الكلاسيكية وقدمها في قوالب حديثة مميزة، وإبداعه يتجلّى في الألبومات.. أما الحفلات فهي أساس المشكلة ومدار الخلاف!. كل هذه التساؤلات التي وضعها جمهور رابح في ردهم على مقالي؛ مفهومة ومقبولة من جمهور يريد الدفاع عن فنانه المفضل؛ لكن الغريب في رسالتهم هو ذكرهم للهدية التي تلقيتها من رابح صقر قبل سنوات وكانت عبارة عن آلة عود، وهنا أتساءل عن كيفية معرفة الجمهور بأمر هذه الهدية رغم أنها كانت بين أصدقاء وقدمت بشكل خاص؟ لكن السؤال الأهم لماذا ذكرها الجمهور في ثنايا ردهم العاتب؟. هل المقصود اتهامي بخيانة صديقي الذي أهداني هدية!. هل معنى ذلك أن أسكت عن الأخطاء وأكيل المديح وأرمي بمهنيتي الإعلامية خلف ظهري لمجرد أني تلقيت «هدية»!. لا.. ليس هذا طبعي وسأبقى ناقداً للأخطاء حتى لو على نفسي، ولن أقدم مصالحي الشخصية على حساب المهنية والمصداقية، احتراماً للقراء الأعزاء الذين يبحثون عن النقد الصادق النزيه.