المركز الإعلامي - أيا كان - هو الواجهة التي من الممكن ان تعكس الوجه المشرق للمنشأة أو تقدم صورا قاتمة ومعلومات متضاربة وبالتالي ترك المشجع والمتابع الرياضي امام "متاهة" عدم المصداقية والدخول في انفاق وكباري غياب الشفافية، والمركز الاعلامي بنادي الهلال وان حقق نجاحات متميزة طوال الموسم الرياضي المنتهي فإنه لم يوفق في الاداء خلال الفترة القصيرة الماضية، وربما لتمتع مديره الزميل عبدالكريم الجاسر بإجازته دور في عدم تناغم هذا المركز مع ما تقوله الادارة عبر الاعلام وعبر موقعها الخاص، او انها -اي الادارة- هي من حاول تهميشه وتغييبه عن المشهد، واقرب الامثلة التفاوض مع المهاجم المغربي يوسف العربي والاتفاق معه وعندما تداول الاعلام خبر الاقتراب من التوقيع سارعت الادارة باسم المركز الاعلامي بنفي التوقيع، حينها لم يكن امام الصحف ووسائل الاعلام الاخرى الا نشر هذا البيان لإيمانها ان ذلك يمثل تصريحاً رسمياً للادارة ولايمكن ان "يأتي بعده كلام"، وفجأة وقبل ان يجف حبر البيان وقعت الادارة مع العربي وسط تساؤلات عدة، هل ادارة الهلال تكذب على نفسها ام تستغفل المتلقي ام تستفز جماهير فريقها؟، ام انها قررت ممارسة سياسة جديدة تحت "ما ننفيه اليوم سنصادق على صحته غداً" وليت هذه الادارة تركت "لعبتها" تمر مرور الكرام فربما اعتبرت هفوة وتصرفا فرديا، ولكنها صرحت في اليوم التالي بأن ما فعلته كان يندرج تحت بند "التمويه" والمراوغات على طريقة ما كان يفعله النجم السعودي الخرافي يوسف الثنيان خوفا من تخريب الصفقة من جهات تعودت على ممارسة هذه الاساليب، بل انها اكدت ان النفي ما هو الا "خدعة اعلامية" ادت الى نجاح المفاوضات مع المهاجم المغربي. تصوروا عندما تصدر الادارة في المستقبل بيانا حول موضوع او قضية معينة تخص الكيان الازرق وترسله الى وسائل الاعلام المختلفة، هل ستنشره ام انها ستردد عشرات المرات ايمانا بالمثل "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" واعتبار ذلك من باب التمويه والابتكار الهلالي الجديد الذي يبين عجز الادارة عن تعاملها مع الصفقات التي تنوي ابرامها على صعيد المدربين واللاعبين المؤثرين، مع الاسف ان الذين يدافعون عن الادارة الحالية ويصفون ما فعلته وتفعله بالذكاء دون ذكر الاخطاء القاتلة والتي ربما تتضاعف في المستقبل ذكرونا باعضاء تلك الفئة المحسوبين على بعض رؤساء الاندية الذين ابعدوا او ابتعدوا او الذين لايزال بعضهم موجودا، والتي تدافع عنهم لأن هؤلاء الاعضاء مستفيدون، وينافحون وينافخون لأن مصالحهم لم تتوقف والامور "ماشية معهم زي الحلاوة" دون الاكتراث بمصلحة الكرة التي تعد مصلحة الهلال وأي ناد سعودي آخر جزء من مصلحة الكرة السعودية، الالمانيان كريستوف ودول والهولندي كويمان وقبلهم الايرلندي وأسماء اخرى من جنسيات مختلفة تصدرت اعمده الصحافة وطارت بها مواقع "تويتر" وبعض البرامج الرياضية والكل يؤكد عندما يأتي ذكر اسم احدهما انه هو مدرب الهلال وان الادارة اتفقت معه وفي نهاية الامر يكتشف المتابع "انه لا اتفاق ولا هم يحزنون"، وربما ذلك يحتاج الى نفي آخر عسى ان تنجح العملية ويخرج المولود حيا وأمه بصحة جيدة. الواضح أن الهوس الاعلامي والحرص على البقاء بالصورة بدأ يسيطر على الادارة الهلالية ويشغلها عن مهامها الرئيسية ومتابعة احوال الفريق، وتعزيز نقاط الضعف فيه بعناصر القوة وهي التي وعدت ان الموسم المقبل سيكون مختلفا ومفرحا لانصاره، ندرك ان الاعلام جزء مهم، والتواصل معه يعني بكل شفافية كشف الكثير من الغموض حول بعض النقاط ولكن ليس على الطريقة الهلالية التي على الرغم من تواجدها المكثف عبر المنابر الاعلامية إلا أنك من الصعب ان تخرج منها بمعلومة صحيحة ما لم تكن ضمن الفئة المحسوبة عليها، غير مكترثة أن من ينتقدها بصدق هو من يبين لها الطريق الصحيح ويسعى ان لا تتكرر اخطاء الفترة الماضية من رئاستها، اما من "يمسح الجوخ" ويحتفي بها عبر مقالاته وبرامجه ومواقعه ويمجدها دون سبب فهو يخدعها ويكذب على نفسه، وربما آخر ما يفكر به هو مصلحتها ومصلحة الفريق.