بدأ "مؤتمر للانقاذ الوطني" بمشاركة اكثر من 300 معارض سوري اعماله امس في اسطنبول لدراسة وسائل اسقاط نظام بشار الاسد، لكن اجتماعا كان يفترض ان يعقد في الوقت نفسه في دمشق الغي بسبب اعمال العنف التي جرت أول امس. وقال المعارض هيثم المالح لوكالة فرانس برس ان قوات الامن السورية "هاجمت الجمعة وقتلت 19 شخصا ومئات الاشخاص ارسلوا الى المستشفيات وآخرين اعتقلوا وما كانوا سيسمحون بتنظيم اي اجتماع". وافتتح المؤتمر الذي عقد بحضور حوالى 350 شخصا حسب المنظمين، جاؤوا من دول وتيارات مختلفة، بالنشيد الوطني السوري. ويتوقع ان يتفق الحاضرون على "خارطة طريق" ووضع هيكلية تنسيق دائمة للمعارضة. وقال المالح وهو محام في التاسعة والسبعين من العمر وينشط في مجال حقوق الانسان "لدينا خطة تعبر عن وجهات نظرنا للمستقبل وللتغييرات في سورية من اجل نظام حر وديموقراطي. سنرى ما اذا كان لدى احد ما اعتراضات وسنقوم بالتصحيحات المعقولة". واضاف "ثم سنصوت لتشكيل مجموعة من 15 شخصا تقريبا سيواصلون التحرك خارج سورية. سنتصل بمن هم في داخل وخارج سورية". وبحسب بيان للمنظمين، فان هذه "الهيئة للانقاذ الوطني" ستتألف من "ممثلين للمعارضة" ومن "شباب الثورة". وكان اجتماع غير مسبوق لمعارضين ومثقفين عقد في 27 يونيو في دمشق. ودعا المشاركون فيه الى مواصلة "الانتفاضة السلمية" حتى احلال الديموقراطية في سورية التي يحكمها حزب البعث منذ قرابة خمسين عاما. وعلق المالح الذي خرج من السجن في مارس بعد ادانته ب"نشر انباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الامة" ان "الديموقراطية آتية ليست بعيدة، هذا النظام سيسقط من الان حتى بضعة اسابيع ان شاء الله". ميدانياً أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن عشرات الحافلات المحملة بعناصر الأمن دخلت صباح امس بلدة كفرنبل في جبل الزاوية بمحافظة ادلب وسُمع اطلاق نار كثيف في البلدة. وقال المرصد ومقره بريطانيا ان عناصر الأمن "تنفذ الآن عمليات دهم وتفتيش للمنازل بطرق استفزازية، وتقوم بتعذيب بعض الرجال أمام أسرهم وضربهم بطرق وحشية وتكبيل أيديهم وإلقائهم على الأرض في الشوارع". واشار المرصد إلى "أن عناصر أجهزة الأمن السورية اعتقلت العشرات، وتلقى لائحة بأسماء 15 منهم". واضاف "أن السلطات السورية اعتقلت خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية أكثر من 100 شخص من قرى جبل الزاوية، التي تشهد اوضاعا انسانية صعبة في ظل استمرار انتشار الجيش والامن في المنطقة". الى ذلك اغتيل امس في مدينة الرستن بمحافظة حمص، وسيط من أهالي المدينة يعمل على التهدئة بين السلطات والمحتجين المسلحين فيها. وقال مصدر سوري رسمي ليونايتد برس انترناشونال إن شخصين مجهولين يركبان دراجة نارية أطلقا النار على عبد القادر طلاس في مدينة الرستن فأردياه قتيلاً، ولاذا بالفرار. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن طلاس كان يعمل وسيطاً محاوراً مع المحتجين المسلحين، للتهدئة وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي في المدينة. من جهة ثانية قالت منظمة سورية تعنى بحقوق الانسان ان 40 شخصا قتلوا الجمعة في عدة مدن سورية خلال اطلاق القوى الامنية النار على المتظاهرين المعارضين للنظام.