أكد سفير الكويت في العراق الفريق علي المؤمن ل «الرياض» أن الكويت مستمرة في تنفيذ ميناء مبارك الكبير على جزيرة بوبيان الكويتية، ولن تتراجع عنه مهما كانت الظروف مادام يقام على أرض كويتيه لخدمة مشاريعنا الحيويه ، مبيناً أن الكويت ستراعي حرية وسلامة مرور السفن للمواني العراقية ولن يكون ميناء مبارك عائقاً للملاحه العراقية. وقال المؤمن أن بعض الكتل والنواب العراقيين حاولوا إثارة موضوع مفاعل الكويت النووي للتأثير على مشروع الميناء وتعطيله محاولين جرنا للتراشق معهم لخلق قضية من لاشئ، واصفا من يحاولون دق الأسافين بين الكويت والعراق والأضرار بمصالح شعبهم بالبعثيين الذي يريدون تشويه صورة الكويتيين أمام الشعب العراقي وتصويرهم بمن يحاول سرقة الثروات العراقية ومحاولة التضيق عليه وحتى حكاية المفاعل النووي لم تكن موجودة إلا في أذهان بعض الكتل السياسية العراقية التي تحاول التكسب على حساب الكويت. وأوضح المؤمن للرياض أن الهجوم الذي يتعرض له من بعض القنوات العراقية وبعض أعضاء البرلمان العراقي أمر ليس بغريب عليهم خاصة وأنني أسعى دائما لتعزيز العلاقة بين بغداد والكويت وأدافع عن مصالح بلادي في العراق وفق ما تسمح لي به الأعراف السياسية والدبلوماسية خاصة وأن للكويت دورا مهما في إنقاذ الشعب العراقي من النظام السابق وتحملها للكثير، ولذا فأن الأصوات التي تطالب بطردي من العراق تمثل نفسها ولا تمثل الرأي الرسمي العراقي، وأنا على يقين أن العلاقة بين البلدين لا تزال رغم تميزها تتأثر ببعض الأصوات النشاز والتي تتهم الكويت بتهم تعودناها من النظام السابق. وقال المؤمن أننا نحترم العراق كجار لنا وشقيق وشعب ونأمل أن تكون العلاقات بين البلدين لمصلحة الجميع ووفق النظم الدبلوماسية المتعارف عليها. وكان نواب في البرلمان العراقي طالبو الحكومة العراقية باستدعاء السفير الكويتي في العراقي علي المؤمن، عقب تصريحاته حول ميناء مبارك الكبير. وأعرب رئيس الكتلة العراقية البيضاء جمال البطيخ عن استغرابه من تصريحاته التي اتهم من خلالها العراق بالتجاوز على الحقول النفطية المشتركة بين البلدين. وقال البطيخ في تصريح أمس أن ما ورد على لسان السفير الكويتي إدعاءات بعيدة عن الواقع ومحاولة لإلهاء الرأي العام العالمي عن "الإنتهاكات والتجاوزات الكويتية السافرة" على السيادة العراقية والتي كان آخرها تشييد ميناء مبارك دون استشارة العراق بصفته دولة متشاطئة مع الكويت، مما سيتسبب في تعطيل الموانئ العراقية وإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد العراقي. وأضاف أن المؤمن ينظر إلى الصورة بالمقلوب، "فالشركات التي تستخرج النفط بكميات هائلة هي الشركات الكويتية التي لم تتوقف يوما عن سحب النفط من هذه الحقول منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وهذه الحقيقة معروفة على مستوى عالمي" على حد قوله. وتابع "من الغريب أن يصدر مثل هكذا تصريح عن السفير الكويتي الذي يفترض انه لا يمتلك صلاحية إقحام نفسه في مثل هكذا أمور، إذ أن هناك قنوات دبلوماسية متعارف عليها بروتوكوليا يمكن للكويت من خلالها أن تطرح أي موضوع يخص المسائل العالقة بينها وبيننا، كما أن سفيرنا في الكويت لم يصرح مثل هكذا تصريح منذ بدء أزمة ميناء مبارك وحتى يومنا هذا". على الصعيد نفسه وصف النائب عن الكتلة نفسها كاظم الشمري تصريحات المؤمن بأنها كلام شبيه بالأساطير، مطالباً الجانب الكويتي بسحب هذا السفير وتقديم اعتذار للشعب العراقي. وقال الشمري "في جميع دول العالم وخصوصا في الدول التي تمر بأزمة في علاقاتها مع دولة مجاورة تكون مهمة السفير احتواء هذه الأزمات ونقل صورة طيبة عن الدولة التي أرسلته إلى الدولة التي يتواجد فيها بصفته سفيرا ويحاول أن يجد نقاطا مشتركة بين البلدين، ولكن للأسف الشديد نرى ان السفير الكويتي في بغداد فعل عكس ذلك تماما عندما أدلى بتصريح استفزازي وخطير جدا تجاوز فيه على البروتوكول الدبلوماسي وتغافل عن الحقائق الموجودة على ارض الواقع".